البعد العالمي لثورة الإمام الحسين عليه السلام ..
رحمن الفياض..
فلسفة ثورة الحسين عليه السلام, كتب لها التاريخ العالمي, العتيق والمعاصر الخلود لنقاوتها ,فقد ركزت فكرة التعايش السلمي, وحقوق الأنسان, والمطالبة بالحقوق, كانت الأهداف السامية للثورة, والنية الخالصة لنجاحها, هي من جعلها خالدة ذات تأثير عالمي, لم تنحصر في أطار المجتمعات الأسلامية, فلو كانت تلك الأنتفاضة, ذات مطالب وأهداف ضيقة, لفشلت كما فشلت غيرها الاف الثورات والحركات.
عالمية الثورة الحسينية تجعلنا نأخذ جميعاً من مناهجها الدروس والعبر,فتلك ألقيم إلايمانيه مناهج لتطور الفكر الإنساني نحو إرساء عالم متحضر متآخي, خالي من الاستبداد والظلم والإرهاب .
المستشرق الإنجليزي ادوار دبروان : يقول وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلها, ,كارلس السير برسي سايكوس ديكنز يقول إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام,والسلام.
قد يقع علينا بعض الأشكال في مقارنة ثورة الإمام الحسين عليه السلام, مع عصر التحرر والثورات في أمريكا والبلدان الأوربية,فجميع هذه الثورات كانت ذات أهداف مستوحاة من الثورة الحسينية, فشعارات العدل والحرية والمساواة, وحقوق المرأة والطفل, وحرية التعبير, وحقوق الأنسان المظطهد, هي في مجملها بعض فيض ثورة الأمام الحسين عليه السلام, هذه الحركات والثورات أحدثت تغيرات في أنظمة الحكم الأستبدادية, فكانت ذات تأثير قد نبالغ أذا قالنا لم يشهد التاريخ المعاصر, تأثير بحجم تلك الثورات وهنا نتحدث عن تأثير الجانب الأنساني لثورة أبي الأحرار في نفوس الأحرار والثواربعيدا عن أشكاليات المعتقدات.
غاندي يتحث في كتابه (قصة تجاربي مع الحقيقة): أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً عن الهندوسية، وأني اعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي, وقال: لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين.. وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور: على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين, وهكذا تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين تأثراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني.
أن جميع الثورات العالمية أهدافها مستوحات من أهداف بعض بعض فيوضات الثورة الحسينية والتي كان هدفها الحفاظ على أعراض الناس وشرفهم، والإصلاح في الأمة، ، و الدفاع عن المظلومين والمصلحة العامة، وكانت جهاداً للقضاء على الرذيلة ونشر الفضيلة وتعلم الناس كيفية الصرخة بوجه الظالم ومجابهة المحتل, وتحثّهم على التحلّي بالغيرة والشجاعة والتضحية، والصبر عند الشدائد والثبات على طريق الحق, وتثير في النفوس الحمية ضد الباطل وتعلّمهم حرمة الصمت إزاءه, وأن الحقّ والفضيلة والعدل والإيمان قادر على دحر الظلم والكفر والمكر والطغيان.