ولد القصيدُ فليتـــــــــــــــــــهُ يَترفّعُ
قد لا يفي قصدي ومــــــــــــا أتطلّعُ
إنّي وقفتُ علـــــــى الحُسينِ بحرقةٍ
والقولُ فـــــــي مَلكِ الشهادةِ مُوجِعُ
فُجِعَ الزمانُ بما جرى يــــــــا وقعة
لمصابِها بيـــــــــــــنَ الثنايا مَوضعُ
صوتُ السماءِ مُجلجلٌ مـــــن وقعها
والأرضُ مـــــــــن وقعٍ لها تتصدّعُ
يا ليت شعري فــــــي الحسينِ مُعبّرٌ
وقصائدي كلماتُها قـــــــــــــد تشفعُ
ماذا أقـــــــــــــولُ وسيدي لا ناصرٌ
والرأسُ منــــــــــــــهُ بالأسنةِ يُرفعُ
وتُساقُ زينبُ والدمـــــــــوع تصبُها
ويُقــــــــــــادُ زينُ العابدينَ يُصارعُ
فإلى متـــــــى والهمُّ يعصُرُني أسىً
والقلبُ مـــــــن ذكرِ المصيبةِ مُولعُ
ما لليالي سطّرت أحــــــــــــــــداثُها
يشقى بها سبطُ النبـــــــــــــيّ يُنازعُ
ويح الزّمــــــــــــــانِ ومالهُ لا ينثني
أو مثلُ سبطِ المصطفــــــــى مُتفجّعُ
أو مثلُ عباسِ الوغـــــــــــى متوسدٌ
وعلى الثرى مــن غيرِ كفٍ يُصرعُ
يــــــــــا ثورةً عرشُ القلوبِ مكانُها
بدمائنـــــــــــــــا تسري ومنها نرتعُ
أنّ الحسينّ أميرُهـــــــــــا وشهيدُها
ومقامــــــــــــــــــــ ــهُ مُتسيّدٌ مُترفّعُ
هذا الحسينُ فمالكم فــــــــــــي غفلةٍ
والأصلُ مـــــــــــن نسلِ النبوةِ ينبعُ
فتبصروا صوتَ الرسالةِ عاليـــــــــا
عبر القرونِ بكــــــــــلِّ أرضٍ يُسمعُ
مَــــنْ أنكرَ الحقَ المبينَ وصوتـَـــــهُ
ذاك الدّعيُّ حُثالـــــــــــــــــــة ٌ مُترقّعُ
مَــــــــــــنْ أنكرَ السبطَ الرفيعَ وعزّهُ
كالشمسِ ترقــــــــــى عاليا إذ تسطعُ
نَزْفُ الدماءِ حكايـــــــــــــةٌ لا تنتهي
والدهرُ مَجّدَ قصــــــــــــــةً فليركعوا
لا تَتعــــــــــــــــــبوا فدماؤه نحيا بها
وولاؤنا رغمَ العــــــــــــدى لا يُردعُ
حــــــــــــــــــارَ الطغاةُ بثورةٍ تتجددُ
ومَضوا ومــــــــا غيرَ الرذيلةِ وقعوا
يا بئس مـــــــــــا فعلوا وما قاموا به
عجبي علــــــــى جَسَدِ الحسينِ يُقطّعُ
ليت القوافـــــــــي ترجمت وقصائدي
نطقت، فما عنــــــــــــــدي كثيرٌ يقبعُ
مــــــــا كان عندي غيرُ حرفٍ نازفٍ
والربُّ يدري أننــــــــــــــــــي أتوجّعُ
إن الحروفَ بسيــــــــــــدي تتصاغرُ
وأنا وشعري داخلـــــــــــــــــي أتلوّعُ
الهمُ يعصرُني وجُرحــــــــــــي غائرٌ
ومصوّري يدري ومــــــــــــا أتصنعُ
إنّ الشهيدَ لفي دمــــــــــــي ومُصابهُ
مـــــــــــــا أنْ يُراودني يسيلُ المدمعُ