نعم الأنيس إذا خلوت كتــاب*** تلهو به إذا خانــك الأحبــاب
لا مفشيا سرّا إذا استودعتـــه*** و تفاد منـه حكمـة و صــواب
إذا ما امرؤ من ذنبه جاء تائبـــا*** إليك و لم تغفر له فلك الذنــب
لا أركب البحــر أخشــــى*** عليّ منـــــه المعا طــب
طين أنا و هــــو مــــاء*** والطين في المــاء ذائــــب
مجرّبا فهما من قبل تجربـــــة*** مهذبا مكرما من غير تهذيـــب
لقد زدت بالأيام والناس خبــرة*** وجربت حتى هذبتني التجـــارب
بمن يثق الإنسان فيما ينوبــــه*** و من أين للحرّ الكريم الصحــاب
وقد صار هذا الناس إلا أقلهـــم*** ذئابا على أجسادهن ثيــــاب
ويرجون إدراك العلى بنفوسهـــم*** و لم يعلموا أن المعالي مواهــب
وأعظم أعداء الرجال ثقاتهـــــا*** وأهون من عاديته من تحــارب
أخلاي أمثال الكواكب كثـــرة*** و ما كل نجم لاح في الأفق ثاقـب
بل كلهم مثل الزمان تلونــــا*** إذا سرّ منه جانب ساء جانـــب
وكنت أرى أن التجارب عـــدة*** فخانت ثقات الناس حتى التجارب
من يسأل الناس حرمـــــوه *** و سائل الله لا يخيـــــــب