لهذا السبت 23 أيلول جذور عميقة تمتد إلى حيث صنع السومريون ختما أسطواني الشكل قبل 4500 عام، فيه رسم تفسيراته متنوعة، أشهرها يوحي بوجود كوكب، هو الثاني عشر بالمجموعة الشمسية، إضافة للشمس والقمر، وخفيّ على العين والمراصد، لكنه سينقضّ فجأة السبت على الأرض ويصطدم بها ويفنيها عن بكرة أبيها بمن عليها، أو معظمها على الأقل.
حين هبط 50 كائنا من السماء وجالوا في الأرض
ووفقا لما نشرته قناة "العربية"، فإن كوكب "نيبيرو" هو افتراضي، اقترح وجوده الأميركي Zecharia Sitchin المولود في 1920 بالاتحاد السوفييتي السابق، والراحل في 2010 بعمر 90 سنة، لإلحاقه بالأساطير البابلية، وليعزز نظرية نادى بها، ملخصها أن الحياة على الأرض ظهرت بفعل كائنات فضائية، مؤكدا أنه وجد ذلك في ترجمات رسوم سومرية بالجنوب العراقي، ومحفورة على الختم الأسطواني الشكل، وهو صغير وموجود في متحف ألماني تحت الرمز va 243.
سمى صاحب النظرية تلك الكائنات "أنوناكي" أي الخمسين الذين هبطوا من Nibiru وجالوا في الأرض، وقرروا خلق البشر بعراق ذلك الزمان، وهم بناة الأهرامات التي اتخذوها قاعدة هبوط وإقلاع، ثم تزاوجوا مع نساء البشر، وبعدها أجبرهم الطوفان العظيم على الرحيل، وفق الأسطورة التي نسجها "زيكاريا سيتشن" المترجمة كتبه إلى 25 لغة، والذي رفض نظريته مؤرخون ورجال علم ودين، لكنه رحل تاركا أنصارا بالآلاف، معظمهم منجمون ومن جماعات دينية غير علمية غريبة الطراز، وهم من شمّروا عن سواعدهم مؤخرا، وبدأوا يقولون بقرب فناء العالم.
سر الرقم 33 بفناء العالم
استمرار "الشائعاتيين" بالترويج الوهمي، جعل وهم فناء العالم يصل حتى إلى المنطقة العربية، فروّج بعض العرب عبر مواقع للتواصل، بأن "نيبيرو" ليس إلا "النجم الطارق" الوارد ذكره بالقرآن، وفسروا "الطارق" بأنه الصادم، القادم بسرعة هائلة ليصطدم بالكرة الأرضية ويفنيها.
أما الجماعات المسيحية من النوع المهرطق، فاعتمد أفرادها ما أشاعته صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية قبل أسبوع، ورفضته الكنائس التقليدية والفاتيكان، وهو أن العالم سينتهي في 23 أيلول "طبقا لعلامات ورموز موجودة في "الكتاب المقدس" تجعل تاريخ هذا السبت يتزامن فلكيا مع نهاية العالم وظهور المسيح مرة أخرى.
دليلهم الذي اعتمدوه هو التعامل بالأرقام وإيحاءاتها، ومنها الرقم 33 المشير إلى العمر الذي عاشه المسيح حتى تاريخ مغادرته الأرض مرفوعا إلى السماء، فيما تكررت كلمة "الوهيم" وهي اسم الرب لدى اليهود في التوراة 33 مرة أيضا، أما ارتباطه بيوم فناء العالم في 23 سبتمبر، فإشارته إلى عدد الأيام التي بدأت منذ آخر كسوف للشمس يوم 21 آب الماضي وتاريخ فناء العالم هذا السبت، أي اعتبار الرقم تحذيرا سماويا بالفناء العام قبل وقوعه.
"امرأة ترتدي الشمس والقمر تحت قدميها"
وأشهر المروجين للشائعات، هم القيّمون على موقع مسيحي مهرطق، اسمه Unsealed الوارد في تحقيق نشرته مجلة نيوزويك الأميركية، ويوضح برأيهم كيف سينتهي العالم، طبقا لنصوص إيحائية دينية "عن امرأة ترتدي الشمس والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها تاج من النجوم" فتتعرض كحامل لهجوم من تنين له 7 رؤوس بالسماء، وعلى الشاشة نص يقول إن صورتين لها والتنين ستظهران فوق القدس وإسرائيل يوم السبت، قبل أن تنفتح السماء وتطل نيران الجحيم على الأرض.
سريعا تصدت لهم NASA الفضائية الأميركية، لأنهم زجوا باسمها وزعموا أنها توافق على ما يقولون، ووصفتهم في مواقع التواصل، بأنهم "رواد فضاء هوليوود، الساعين إلى إنتاج أفلام كاذبة بهدف الربح"، مؤكدة أنه ليس في النظام الشمسي كوكب اسمه "نيبيرو" ولا آخر غير الكواكب المعروفة، إضافة للشمس والقمر، وأن الاسم ليس لكوكب على أي حال، بل لإله سومري في الأساطير، مبينة أنها ليست المرة الأولى التي يتناقل فيها مروجو الأكاذيب والأخبار الملفقة عن الكون مثل هذه الشائعات، وأحدثها تناقلتها وسائل الإعلام العام الماضي.
قالوا في أحدث شائعة إن المريخ سيقترب من الأرض ويظهر في سمائها بحجم القمر، وإن الشمس ستشرق من الغرب، وبعدها مباشرة ينتهي العالم قبل آخر العام، إلا أن الذي انتهى هو 2016 وتلاه آخر، من دون أن يقترب "الكوكب الأحمر" ويتغيّر حجمه، أو تشرق الشمس من مغربها، بل ظلت الأرض تدور وشمسها تشرق وتغرب كالمعتاد.