نعم يا سيدي ..
أنا الفتاة الجنوبية حادة الطباع
ذات الملامح الناعمة والجلد الهش ..
الفتاة التي تكره اصلها وتتمسك به ، انا أحدهن ، احدى اللاتي اذا وضعتهن وسط مكتبة تبحث عن كتابين فقط
"كيف أكسب رضا حبيبي"
"كيف أتقن الطبخ جيداً"
لكنِ حاولت جاهده تغيري ، قرأت ما يكفي من الأدب الروسي، حاولت أن أعُجب بـ فنانة تمتلك عيون واسعة وشعر مجعد ولا يزيد وزنها عن الـ 40 كيلو ، حاولت أن أفضل الألوان الناضجة كـ الأسود والأحمر ، كتبت بـ طريقة متشائمة تحرض النساء على الرجال ، القيت تعلم الطبخ جانباً وتعلمت بدلها رسم الإيلاينر على جفوني الضيقة ،
صدقني .. أجتهدت لـ أكون فتاة المنزل المتمردة ،
لكنَ جميع محاولاتي فشلت ..
فـ قد كُنت أهفو ألى تعلم الخياطة من والدتي
أرتوي بـ قصيدة من شاعر جنوبي يمتلك شارب كثيف يهرب من بيت والده ألى مهرجان شعري لـ يلقي قصيدة ترمز لـ شجاعته ..!
دون ارادتي كانت يداي ترقص عندما تشاهد أمي تخبز ،
لم انجح ..
وها أنا الفتاة الخجولة
التي تمتاز بـ نقائها وتُرف ابتسامتها
تضع القليل من الحجر الأسود في عينيها
وترتدي فستانها الزهري ،
أنا لا يمكنني لفظ أسم الإيلاينر حتى !
تستمتع بـ تعليمات امها عند طبخ الرز المحشو ،
وأخر الليل تغير صورة المتصفح الخاص بها
تضع فتاة من قونيه ،
ذات عينين ضيقتين وحاجبين كثيفين
وتمتاز بشرتها بـ بياض ناصع ذو حمرة ..
هذهِ الفتاة لن تتغير اطلاقاً
لكنها أحبتك ..
الأمر الوحيد الذي خالف كينونتها
أنها جعلتك وطناً لـ عينيها
دفئ لـ جبينها
لون لـ روحها الباهتة
أحبّتك بلا ودون أي شيء
هكذا ...