ذهب الزمان بما فيه من الصور ..
صور الحياة من الأفراح والكدر ..
كم أشرقت فوقنا شمس وكم غربت ..
وكم رأينا جمال البدر في السحر ..
وكم رأينا نجوم الليل زاهره ..
قد رصعت ثوبه المسود بالدرر ..
وكم جلسنا أمام الروض نمطره ..
عند الصباح بزخات من النظر ..
حيث الورود على الأغصان راقصه ..
قد خضلتها حبيبات من المطر ..
وكم سمعنا صداح الطير يطربنا ..
كأنه عزف فنان على الوتر ..
وكم سهرنا وكان الليل شاهدنا ..
نبث هم الهوى للنجم والقمر ..
نزفر بأهاتنا والشوق يقذفها ..
قطعا من النار لا تخلو من الشرر ..
حيث الحبيب أبى بالوصل يسعدنا ..
قد كان مجتهدا في سنة الحذر ..
وكم لعبنا وكان اللهو ديدننا ..
أطفال كنا ولم نخشى من الخطر ..
وكم بكينا وكان الدمع يسبقنا ..
عند الوداع لأحباب على سفر ..
وكم شربنا كؤوس الصبر مترعه ..
كأنها عصرت من علقم مر ..
على موائد أحداث مروعه ..
نحن دُعينا لها بالغصب والقسر ..
حتى انتهينا الى دنيا يجللها ..
لون السواد وتدعو الروح للضجر ..
هذي رواياتنا بالآه قد كتبت ..
قد خطها الدهر مثل النقش في الحجر ..
سطراَ من الحزن والآهات يتبعه ..
فرح شحيح .. له ربع من السطر ..