لا تظلموني فإنَّ القلبَ قد ذابَا
لا تظلموني شربتُ الظلمَ أكوابَا

لا تظلموني بظنٍّ جاءَ يقتلني
فلن أُبرِّرَ إذ كلُّ المنى خابَا

سألتُ نفسي وأبقى العمرَ أسألُها
كيفَ الأحبّةُ صاروا اليومَ أغرابَا

البعضُ قالوا أنا والبعضُ وافقَهُم
في فعلِ جاهلةٍ مازلتُ مرتابَا

أينَ اليقينُ لشكِّ النَّاسِ يقطعُهُ
واللهِ ألقى منَ الأحباب إضرابَا

إنَّ الظُّنونَ تعالتْ في مساوئِها
صارت قلوب الورى للناسِ ألعابَا

أمضيتُ أربعةً منَ السّنينِ بها
ذلّاً كبيراً وكانَ السجنُ محرابَا

أَمَا كفاكُم معَ الأيّامِ مظلمةً
أَمَا كفاكُم منَ الأفعالِ إرهابَا

زيدوا جراحي عذاباً في مظالِمكُم
لن يُرجعَ الشعرُ في الأحلامِ أحبابَا

يا ظالماً طالما أشعلتَ في أملي
نارَ الأسى وأذبْتَ اليومَ ألبابَا

فَرِحْتُ فيكم زماناً كانَ يسعدُني
طابَ اللقاءُ بكم في دارِكم طابَا

واليومَ أنسى حصاداً عشتُ أزرعُهُ
حبّاً لكم يومَ كانَ الكلُّ أصحابَا

ما حيلتي في ظنونِ الخلقِ أعرفُها
ينسونَ في وجهي مَنْ يُوصدُ البابَا

ليتَ السعيرَ لنا أبوابَها فتَحتْ
حتّى نقولَ كلامَ الحقِّ إيجابَا

بَثّي إلى اللهِ قولاً لا لِمَنْ ظلموا
لا تنكروا الفضلَ بينَ الأهلِ إذ غابَا

مهما ظلمتُم فإنَّ اللهَ ينصفُني
فاللهُ يفتحُ للمظلومِ أبوابَا

ليسَ الحجابُ يَرُدُّ اليومَ دعوتَهُ
نحوَ الإلهِ دعائي صارَ منسابَا

ويلٌ لكلِّ أهالي الظلمِ يحضنُهم
لاقوا جهنّمَ لابثينَ أحقابَا

ذاكَ الحميمُ معَ الغسّاقِ مشربُكم
سيروا إلى النّارِ في الظلْماتِ أحزابَا

ماذا تريدونَ من قلبٍ يقولُ لكم
لا تظلموني فإنَّ القلبَ قد ذابَا