قوس قزح
يعدّ قوس قزح من أكثر الظواهر الطبيعة المؤثرة في حياة الناس وأفكارهم، بل يعتبر من أكثر المشاهد حضوراً في طفولتهم؛ بسبب الدهشة أو الفرحة التي تعتري الطفل عند رؤية ألوانه الجميلة بعد هطول الأمطار وطلوع الشمس من بين الغيوم، وكان قوس قزح حاضراً أيضاً في الأساطير وكل حضارة فسرته بشكل مختلف؛ ففي المعتقد الخرافي لدى
الأفارقة هو ثعبان عملاق ينذر المكان أو البيت الذي يتشكّل فوقه بالشؤم والخراب، بينما كان يمثل لآخرين الطريق نحو الجنة، ويُسمّى بقوس المطر أو قوس الألوان. علمياً ظهور قوس قزح هو عبارة عن ظاهرة فيزيائيّة تنتج عدّة ألوان على شكل قوس، تظهر نتيجة تحليل الضوء الأبيض المتشكل عند ظهور أشعة الشمس، في ذات الحين الذي تهطل فيه الأمطار، وفي مقالنا هذا سنعدّد ألوانه، وسبب تسميته بهذا الاسم،
وتفسيرة ظاهرة رؤيته. ألوان قوس قُزح قام العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن بتقسيم ألوان قوس قزح إلى ألوان داخليّة وهي اللون الأحمر من الجهة الخارجيّة، ثمّ يتدرّج إلى اللون البرتقالي، ثمّ اللون الأصفر، ثمّ الأخضر، ثم اللون الأزرق الغامق، ثم النيلي أو البنفسجي، وخارجيّة تظهر عكس الترتيب السابق. سبب التسمية وردت معاني وتفسيرات عديدة لتسمية قوس قزح بهذا الإسم؛ ورغم الاتفاق على لفظة قوس وهي الشكل المنحني الذي تظهر عليه الألوان؛ لكن الاختلاف كان على كلمة قُزح؛ فقال البعض أنّ معنى قُزَح من القَزَح أي الارتفاع، فيما رأى آخرون أنّ قُزح هو اسم ملَك السحاب، بينما رجّح البعض أن سبب التسمية يعود إلى قُزح جمع قُزْحَة، وهي الطريقة التي تتشكّل منها الألوان، وكونه يزيّن السماء بالألوان يُقال أنّ كلمة قُزح جاءت من الفعل قزّح أي زيّنَ. تفسير ظاهرة قوس قُزح لم يتمكّن أحد من تفسير أسباب تشكله وظهوره بعد المطر وبزوغ الشمس حتى العام ١٦٣٧م؛ حتى استطاع رينيه ديكارت الكشف عن السبب وتوضيحه للناس، وفيما يلي شرح كيفية تكوّنه: عندما تهطل الأمطار بشكل خفيف وتكون الشمس مشرقة، ينكسر ضوء الشمس الساقط بشكل مائل لدى دخوله في قطرات المطر، فينعكس مرةً أُخرى داخل القطرة، ويعاود انكساره عند خروجه منها، وينعكس هذا التأثير لضوء الشمس على قطرات المطرعلى مدى واسع من الزوايا، وخط رؤية مشاهدته هي 40ْ و42ْ، فعندما تكون زاوية الشمس في السماء فوق 42ْ لن يستطيع أحد مشاهدته، وعندما تكون الشمس منخفضة في السماء يظهر عاليا نسبياً، والعكس صحيح.