للمرة العشرين سمعتها اليوم
دُلني عليكَ حتى أعرف مَن أنت ، دُلني على روحِكَ الطرية التي تشبه جنح فُراشة , أنا المتعلق بترابِ نعليكَ منذُ (شيلة) أمي الممزقة وعصّابتها المليئة بتراب المقابر إلى آخر ال ( ولك يمّه ) ، علمني لماذا حُبكَ يحاصرني كلما طردتني الأوطان فلا وطنٌ يليق بنا سواكَ ، ياعلي من أنتَ ؟ أقسم عليكَ بعلي علمني مَنْ علي ، في (طبگ الخوص) حيث تغازلني أمواج الهور كنتُ أراكَ تمسح على رأسي كعادتِكَ مع الأيتام وابتسمُ بوجهِكَ الذي لا يشبه سوى الدللول وكنتُ أهمسُ لكَ أحبك (بويه) ، وحينما يكاد (مشحوفي) أن يغرق أصرخ يا علي ، وحينما يطرحني الجوع أرضاً أصرخُ يا علي ، وحينما صادروا أحلامي أصرخ يا علي ، وحينما غربني العراق في العراق أصرخ يا علي ، وحينما أشتاق لعلي أصرخ يا علي ، وحينما تفتكُ بي الوحدة أصرخ ياعلي ، فمن أنتَ يا علي ؟ علمني من أين لك كل هذا السحر الذي ملكَ قلوب العشاق حتى صرت بوصلةً لأوجاعِنا ، يا معشوقي الأبدي ،،يا فنار دروبي المظلمة ، يابرحي مرارتنا المعتقة ، كيف بي وقد أستحوذ بعضكَ على كُلي وصيرني تائها أهيم في الفلوات أحكي لهم عن حبيبي ياحبيبي ، يالجمال تعشقي بحبكَ ، أحكي لهم يا علي ياصديقي عن عشقِكَ الذي عتّقني نبيذاً من دموع ، عن علي الذي يطرق أبوابنا وأحلامنا ، عن علي الذي يبكي بحرقةٍ كلّما سقطت دمعة يتيم في كل بقاع الأرض ، عن علي الذي لا يسأل الجياع عن وطنهم ودينهم وبلادهم ولونهم، عن علي سيد البلابل والياسمين وسند العشاق ، عن علي الذي لا ملاذ لنا دونه ، عن علي عِزيزي وحبي الأبدي.
نبحثُ عن الفرحِ بأبرة ، أي عُمرٍ بائس هذا