"في حِصّة واحدة أقنعني مدرس التربية أن قطعة الأرض هذه اسمها وطن ! وأنا فشلت على مدى ستين عامًا بإقناع هذا الوطن أنّي إنسان!".
في لقمة واحدة اقنعني الجوع أن الخبز كرامة في وطن شبعان،وانا فشلت على مدى ستين عاما باقناع هذا الوطن اني جائع!.
في غربة واحدة اقنعني المنفى ان أي بلاد تلم ثيابي هي وطني الذي سيضم عظامي،وانا فشلت على مدى ستين عاما باقناع وطني الذي ولدت فيه اني إبنه!.
في دمعة واحدة أقنعني الحزن ان هذه القلوب يسكنها الله،وانا فشلت ستين عاما باقناع هذا الوطن ان عيوني ليست عيون شياطين!.
في رصاصة واحدة اقنعني الوطن ان موتي فيه منفعة للقتلة،وانا فشلت في ستين عاما ان اقنعه ان عشائر الضحايا التي اكلها الوطن هم مقدمة لموتي!.
في قبر واحد أقنعني الوطن أنه يستطيع إخفاء أجيال بكاملها في حفرة،وأنا فشلت في ستين عاما أن اقنع الوطن ان قبورنا تنتظر المزيد من العظام!.
في سرقة واحدة اقنعني السياسيون ان أموالهم التي سرقوها من وطني تتوالد،وانا فشلت في ستين عاما ان اقنع وطني انني شريف ولست سياسيا!.
بغيمة واحدة اقنعني المطر ان بيتي العاري في وطني سينزع ثيابه ،وانا فشلت في ستين عاما ان الوطن عارٍ من جميع ملابس أبنائه الفقراء!.
بقصيدة واحدة اقنعني الشاعر ان شعره هو الذي يخلد الوطن،وانا في ستين عاما فشلت في إقناعه ان جميع القصائد الوطنية خائنة !.
برواية واحدة اقنعني الروائي والقاص ان الحكايات ستجعل الوطن ينفض عنه نومه ليقوم،وانا فشلت في ستين عاما ان اقنع الوطن ان الحكايات والروايات ليس بإمكانها ايقاظ وطن ميت!.
في انتخابات واحدة اقنعني المرشح انه سيقود الوطن الى غد مشرق،وانا في ستين عاما لم استطع إقناعه ان الانتخابات ...انتحابات!.
أخيرا اقنعني الوطن انه وطن الطغاة وليس وطن الفقراء،وانا في ستين عاما اتظاهر على نفسي لاقنعها انني عراقي ولست نيجيري...وفشلت
ابن شيرين