تمكن العلماء في الجامعة التكنولوجية القومية الروسية والمعهد الهندي للفيزياء النووية من تخليق جسيمات نانو ذهبية ثابتة، على شكل نجوم من شأنها مكافحة أمراض السرطان.
وتسمح تلك الجسيمات غير السامة الرخيصة بتشخيص مرض السرطان بمراحله المبكرة والقضاء على الخلايا المصابة.
يستخدم الطب المعاصر، على نطاق واسع، ما يسمى بـ مواد النانو البلازمية المبنية على أساس الذهب والفضة، أو بالأحرى تلك المواد التي تتصف بتذبذب حر للإلكترونات داخلها. أما شدة التذبذب فتتوقف على شكل جسيمات النانو وحجمها. وتستخدم تلك المواد في علم المناعة والعلاج الليزري الضوئي للخلايا المصابة بالسرطان ومراقبة الخلايا والأنسجة ونقل الأدوية إليها.
إلا أن لدى تلك جسيمات النانو البلازمية الذهبية سلبية هامة تنحصر في تلاصقها عند إدخالها في الدم بتأثير الكثافة الفائقة لكلوريد الصوديوم، ما يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية واستحالة نقل الجسيمات إلى الأنسجة المصابة بالسرطان.
وقالت رئيسة الجامعة التكنولوجية القومية الروسية أليفتينا تشيرنيكوفا إن العلماء الشباب في الجامعة برئاسة البروفسور في المعهد الهندي للفيزياء النووية استطاعوا حل تلك المشكلة بعد أن قاموا بتخليق جسيمات النانو الذهبية الثابتة التي لا تتلاصق عند إدخالها في الدم. ولديها قدرة فائقة على التعرف على الخلايا المصابة بالسرطان.
ويبدو أن النجم هو أفضل شكل لجسيمات النانو، إذ أنه يعتبر أكثر فاعلية أثناء استخدام طريقة العلاج الضوئي الحراري.
وعندما يصل جسيم نانو إلى منطقة مصابة بالسرطان تبدأ عملية تأثير الليزر عليه. ويمتص الجسيم الضوء ويركزه كما تركزه العدسة ويوجهه إلى طرف حاد للنجم. ثم يتحول الضوء إلى طاقة حرارية مرتفعة (حتى 4500-5000 درجة مئوية) التي تتراكم على أحد أطراف النجم. أما تيار الحرارة الذي يتم توليده بهذه الطريقة فيخرق غشاء خلية السرطان ويقضي عليها دون أن يؤثر سلبا على الخلايا السليمة.
نجوم نانو
يذكر أن جسيمات النانو على شكل نجوم، تمتص الضوء بطول موجة يتراوح بين 600 و900 نانومتر.
ويتم تخليق جسيمات النانو في داخل محلول ماء باستخدام فيتامين "C"، ما يجعلها غير سامة ورخيصة. ويقدر سعر المحلول بحجم 100 ميكرو لتر بنحو 50 روبلا أو ما يقارب دولارا واحدا.
ويعمل العلماء حاليا على تحسين مواصفات جسيمات النانو عن طريق تخليق أنواع أخرى من النجوم.