السلام عليكم
َ
ضمن سلسلة (عراقيين تحت المجهر)
موضوعنا اليوم شامل حول مشكلة التسول واثارها ودوافعها ودور الحكومات في احتوائها
تم شذب هذا العنوان من مشكلة كبيرة تسمى التسول لكون غالبية المتسولين من النساء
في موضوع طرحته سابقا هنا
اليوم نكمله هنا :
هل فكرت بالذهاب يوما الى سوق عراقي كبير لتحصي عدد المتسولين ! هل فكرت بالاموال الهائلة للميزانية السنوية اين تذهب ؟
لنعطي لمحة عن التسول هو فعل يقوم به شخص في محاولة للتوسل وطلب المال من الاخرين بحجج وذرائع قد تكون حقيقية او وهمية حيث يرى الاخرون من يقوم بهذا الفعل قد اسقط كرامته وذل نفسه ... الخ
في العراق فقط
كم نحتاج من المال لنغطي نفقات هؤلاء ونمنعهم من التسول ؟
حتما عندما تذهب الى مكان مزدحم لا تفكر باعطاء المال لمتسول او متسولة لانك لو فعلت ذلك ستحتاج الى ميزانية يومية تبلغ 100 الف دينار عراقي .. هل المبلغ كبير نعم ولا يساوي عدد المتسولين في المحافظة الواحدة ... طيب لنعود بالذاكرة قليلا الى عام 2000 فما دون ونقارن الفروقات يا ترى من المسؤول ؟
في ذاك العهد لم يكن هنالك متسول اصلا لان عمل المتسول كان حصرا للنظام السائد انذاك ... مثلا الرجل الاخرس الاسرائيلي الذي ساعد اسرائيل في احتلال بيروت عام 1982م ..مع هذه المسافات والاحداث نجد الكثير قد تغير لم اكن ذلك الشخص الذي يهتم لاحد او لظاهرة ويعطيعها الحجم الاكبر الا بعد ان عشت الحالة ذاتها عندما اقتربت من امرأة عمرها 50 عام لاعطيها المال وجدت دموع في عينيها ك انها تقول لا اريد منكم الصدقات .. كانها تشتكي وتغصب نفسها على الجلوس واذلال النفس كي تصل الى البيت محملة باكياس الطعام الى اولادها الذين فتك العدو بابيهم وتركهم صغار .. لذلك لم افكر يوما بان الجنة ستكون مغشاة الوجه تتعرض لاقسى الظروف ان تجلس يوما تنتظر من الناس الشفقة
فعندما تريد ان تصل لحقيقة شيء ما ينبغي عليك تحليله من جوانبه الباطنة .. والبحث عن الدوافع والاسباب .. والتي يكتنف بعضها شخصيات لها تاثير ف يودي بها خارجا .. للبحث عن ماوى او طعام .. في الاونة الاخيرة ازدادت معدلات التسول لتزيد الطين بلة وتاتي احداث عام 2014 لنرى كم هائل من هؤلاء يطوفون الشوارع والتقاطعات بحثا عن المال .. نتيجة فقدانهم لابائهم وربما عوائلهم ولم يعد لهم رقيب سوى الله
ففي البحث في مسيرة الدوافع والغرض ترى الاتي :
• اشخاص يتسولون المال لاجل الطعام
•اشخاص يتسولون لاجل غرض قد يكون صحي نتيجة مرض او لشيء اخر
•اشخاص تعودوا على التسول
•اشخاص امتهنوا التسول لانه يدر ارباحا تفوق سوق العمل اليومية
•اشخاص اجبرتهم الظروف على التسول
•اشخاص مشردين امتهنتهم جهات خاصة لاجل تحقيق منفعة مع الاستفادة بها للطرفين
•اشخاص استقلاليين
•اشخاص يزجون ابنائهم في الشوارع والازقة لغرض الحصول على المال .
•اشخاص لا يتسولون بل تراهم الناس وتشفق عليهم ..
•اشخاص لا يتسولون اصلا وليسوا من المتسولين يقدمون على جمع بقايا الذبح للمواشي والدجاج والتي يرميها القصابون في النفايات ...
الحلول المناسبة ربما :
•انشاء مجمعات سكنية وتخليص هؤلاء من مستنقعات الفقر التي يعيشون بها
• الفئة اليافعة من النساء نجدها في الطرقات في حين لو استغلت هذه الطاقات النسائية نجدها تعود بنفع حقيقي يخدم الصالح العام ...
•تفعيل لجان مختصة تدير ملف التسول
•تعديل القوانين والقرارات التي ترى في التسول جريمة يعاقب عليها القانون واستحداث تلك القوانين من خلال ادراجهم في الدوائر او المؤسسات الحكومية ك عمالة
•نجد صغار في السن قد حرم منهم التعليم لاسباب ارادية او غير ارادية وهذه التنشئة تكون لها اثار مستقبلية تعود اضرارها على المجتمع
•تحديد حجم هذه الظاهرة والعمل على تقليص حدودها وانتشارها .
•انشاء ورشات عمل ك ورشة خياطة او مصانع جلود او غيرها واستقطاب هذه الفئات المتسولة للعمل فيها ..
•اقامة المؤتمرات والانشطة الثقافية لتثقيف الناس وتوعيتهم بان هذه الظاهرة غير حضارية
•الخوف من استقلال هذه الفئات وانحرافها بطريق لا اخلاقي بدواعي الحصول على المال
لذا ينبغي العمل بسرعة لايجاد حل مناسب
في الاخير
نحتاج الى استنزاف الطاقات الشبابية في اعمار بلادنا وتفعيل مواد دستورية من شانها احداث انقلاب فعلي في نظام التطوير البشري ليس بهذا الجانب فقط بل ايضا في كل المرافق العامة ...
في الاخير تبقى الاسباب و الدوافع كثيرة ... ولا يتم الحصول عليها الا باقتباسها او التطفل عليها في حين ينعم المتسلم بالسلطة باوسع ابواب الرفاهية تاركا رعيته تعيش على فضلاته