أنْثى تنْضُجُ خِلْسَةً
ما أرْوَعَكِ أنْثى!
تنْضُجِينَ خِلْسَةً في شتاءٍ دافئٍ
تتفَتّحِينَ برَاعِمَ ذاكِرةٍ على
شِفاهِ المطَرِ
تَنْبُتينَ في خاصِرةِالرّواءِ..
وشُقُوقِ اللَمْسِ
ضِلْعًا سَوِيِّا..
تَقُودِينَ قَافِلَةَ الكِبْرِياءِ بِحِداءٍ مُمَوْسَقٍ..
صَوْبَ شَجَرَةِ البياضِ
تسْتَظلِّينَ بفَيْءِ العِطْرِ والسُّكُونِ..
تَتَغَذَّيْنَ بحكْمةِ "يعْقوب"
والوَصَايَا العَشْرِ..
تَتَصَفَّحِينَ سِفْرَ التكْوِين
تَنْثُرِينَ الحُبَّ والسَّكينةَ
ما أعْظَمَكِ أنْثى!
تجْعَلِينَ الأعْمى بَصِيرًا
تُحَوِّلينَ الفَقيرَ أميرًا..
آهٍ ..والوقُورَ غريرًا..
ما أجْملكِ أنْثى!
وأنْتِ تطْبَعينَ على وَرْدةِ الصّباحِ
أعْطَرِ البَسَماتِ..
و...
على جَبينِ الغُيُومِ وَمْضَةَ شَوْقٍ..
تُمْطِرُ الكَوْنَ..نجومًا
تَراتيِلَ..
همْساً
و..
حَمائمَ بيضًا
تُبَلْسِمُ جُرُوحَ الذَّاكرَةِ
برفَّةِ جَناحٍ..
بِنقْرةِ منْقارٍ قرْمِزِيَّةٍ
حَنونْ
تُوَجِّهُ سَيْرُورَةَ المَصِيرْ
تُخَفِّفُ أعْبَاءَ الصّمْتِ..
تبْعثُ في الأوْرِدَةِ المُعَطَّلَةِ..ينابيعَ الحَيَاةِ
أيّتُها الأنْثى الثائرةُ!
اُرْسُمِي خارِطَةَ أرْضٍ أخْرَى..
بَيْن بحْرٍ وحُرُوفٍ..
بيْن ماءٍ وزُجَاجٍ..
أذِيبي جَلِيدَ الحَنِينِ وطَحالِبَ الغُرُورِ
اِكْسِري ثَرْثَرَةِ الفرَاغِ..
على صُخُورِالعِنادِ..
فُكِّي قُيُودَ الشِّفَاه..وارْكُضي
مُهْرَةً أصيلةً
في مضْمارِلُغَةِ الصّفَاءِ والخُلُودِ
خُذِيني بيْنَ أهْداَبِكِ..
أُلَمْلِمُ شَظَايَا وجْهي..
و..أَرَانِي في مرْآتِكِ...فجْرَ قصِيدَةٍ...
منْ ماءٍ ونورٍ..
فاطمة سعدالله