هل الحجاب فرض


الحجاب قبل الإسلام كان الحجاب معروفاً في الأمم التي سبقت الإسلام، وقد كان الرومان واليونان واليهود يضربون الحجاب على نسائهم ويأمرونهنَّ بالحجاب، وورد ذكر الحجاب في الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية، ولمّا جاء الإسلام كانت تسود العالم جملةً من العادات والتقاليد، أقرّ الإسلام ما يناسب تعاليمه وتشريعاته، وجاء بنُظمٍ وتشريعاتٍ جديدةٍ من شأنها أن تحافظ على كرامة المرأة، ومكانتها، ويحفظ جسدها وبشريّتها.[١]

تعريف الحجاب

الحجاب لغةً الحجاب لغةً: هو الستر، وحجب الشيء ويحجبه حجباً وحجاباً، وحجبه أي ستره، وقد احتجب وتحجّب إذا اكتنّ من وراء حجاب، وامرأةٌ محجوبةٌ: أي قد سُترت بستر، وحجاب الجوف: هو ما يحجب بين الفؤاد وسائره، قال الأزهري: هي جلدة بين الفؤاد وسائر البطن، والحاجب: البواب، وجمعه حَجَبة وحُجّاب، وحجبه: أي منعه عن الدخول، والحجاب: اسم ما احتُجِب به، وكل ما حال بين شيئين حجاب، والجمع حُجُب، والحجاب: لحمة رقيقة كأنها جلدة اعترضت مستبطنة بين الجنبين، وتحول بين السحر والقصب، وكل شيء منع شيئاً فهو قد حجبه كما تحجب الأخوة الأم عن فريضتها، فإنّ الأخوة يحجبون الأم عن الثلث إلى السدس.[٢]



لحجاب شرعاً

ورد في تعريف الحجاب شرعاً عدة تعريفات، وأجمع هذه التعريفات وأشملها للحجاب شرعاً هو كل ما يستر جميع جسد المرأة المسلمة عن أنظار الرجال الأجانب من لباسٍ واسعٍ فضفاض سابغٍ يغطي جميع بدنها ووجهها، أو حائل يحول بينها وبينهم؛ بحيث يمنع رؤية شيء من بدن المرأة.[٣]


الحجاب فرضإنّ

أحد أهم التشريعات التي حفظت للمرأة كرامتها ومكانتها هي فرض الحجاب على المسلمات، فمتى بلغت الفتاة المسلمة سن التكليف وجب عليها أن تلتزم بلبس الحجاب الذي فرضه الله على المسلمات؛ فهو شعار المرأة المسلمة، وشعار الطهر والعفاف، وشعار الالتزام بطاعة الله، والتزام أوامره.[٤] أمّا وجوب الحجاب على النساء وفرضيته عليهن اليوم فهو من باب الأولى، فإذا كان الله عزّ وجل أوجب الحجاب وفرضه على نساء النبي -عليه الصلاة والسلام- وهنّ بلا أدنى شك الطاهرات، العفيفات، الخيرات، المبرّآت، وأوجبه كذلك على الصحابيات من نساء وبنات الصحابة، وهنّ المهاجرات اللواتي بايعن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- على السمع والطاعة، وعلى ألا يعصينه أبداً في معروف، فمن الأولى أن يُفرَض على نساء وبنات المسلمين؛ خاصة مع تعرضهم للفتن في هذا الزمان.[٤] يُعتبر التساؤل عن فرضية الحجاب أو نشأة التساؤل عن فرضية الحجاب من عدمها إحدى نتائج الهجمة الغربية على الإسلام وأنظمته وتشريعاته؛ حيث حاول الغربيون والمستشرقون النيل من الإسلام؛ من خلال مجموعة من المسائل، مثل: حرية المرأة، واعتبار الحجاب ظلم للمرأة، ومساواة الرجل مع المرأة في جميع جوانب الحياة، ولاستظهار الحق في موضوع الحجاب؛ فلا بدّ من الرجوع إلى المصادر التشريعية الرئيسية وما تناولته في موضوع الحجاب.[٥]



الحجاب ودعوى تحرُّر المرأة

رفع الإسلام بالحجاب شأن وذوق المجتمع الإسلامي، فالحجاب تطهير للمجتمع بأسره، ورفع للأمة إلى مراقي الطهر والعفاف، وإبعاده عن طريق الشهوة الحيوانية، والنظرة الغريزية للجمال التي تنظر للمرأة على أنّها فريسةٌ، وتطاردها بالنظرة المحرمة، وتختال في غيِّها لتنال من المرأة بدعوى تحرُّرها؛ لتستغلّ المرأة بكل شهوانيةٍ متدنيّة، بينما الحجاب هو الحرية الحقيقية، فجمال الحشمة هو الجمال الحقيقي، الطاهر، النظيف، الشريف، العفيف الذي يحفظ للمرأة كرامتها ومكانتها البشرية، ويحفظ المجتمع بأسره؛ بحفظه للمرأة التي هي نواة المجتمع؛ زوجةً، وابنةً، وأختاً، وأمّاً، ومربيّة.[٦]


الحجاب في القرآن الكريم والسنة النبوية

ورد الكلام عن الحجاب في القرآن الكريم والسنة النبوية في عدة سور ومواضع، منها: قال تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).[٧] عن أم سلمة -رضي الله عنها- أنّها روت: (كنت عند رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بًالحجاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتجبا منه، فقلنا يا رسول اللهِ: أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه)[٨] عن ميمونة مولاة النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (المرأةَ الرافلةَ في الزينةِ في غيرِ أهلها كمثلِ ظلمةِ يومِ القيامةِ لا نورَ لها).[٩]



المراجعالمراجع ↑ أحمد عساف (1986م)، الحلال والحرام في الإسلام (الطبعة الخامسة)، بيروت: دار إحياء العلوم، صفحة 516، جزء 1. ↑ ابن منظور (1414هـ)، لسان العرب (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار صادر ، صفحة 298، جزء 1. ↑ سعيد بن على بن وهف القحطاني (بدون)، إظهار الحق والصواب في حكم الحجاب والتبرج، والسفور، والخلوة بالمرأة الأجنبية، وسفرها بدون محرم، والاختلاط في ضوء الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح (الطبعة الأولى)، الرياض: مطبعة سفير ، صفحة 8، جزء 1. ^ أ ب مجموعة من طلاب العلم (26-8-2000م)، "الحجاب فرض على البنت عندما تبلغ."، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2017. بتصرّف ↑ أبو الأعلى الموجودي (1988م)، الحجاب (الطبعة الخامسة)، جدة: الدار السعودية، صفحة 45-46، جزء 1. ↑ عكاشة الطيبي (بدون سنة نشر)، المرأة في ظلال القرآن (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الفضيلة، صفحة 68، جزء 1. ↑ سورة النور، آية: 30-31. ↑ رواه أبو داوود، في سنن أبي داوود، عن أم سلمة، الصفحة أو الرقم: 4112، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]. ↑ رواه ابن العربي، في عارضة الأحوذي، عن ميمونة، الصفحة أو الرقم: 3/97، المعنى صحيح. ↑ يوسف الأحمد (1425هـ)، "حكم كشف الوجه واليدين للمرأة أمام الرجال الأجانب"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 20-6-2017. بتصرّف