11/09/2017
لماذا الماء مهم جدًا ؟
الماء واحدٌ من العناصر الأساسية الهامة لاستمرار حياة الكائنات الحية، ويُعتبر أهمها على الإطلاق. فهو منظِّم لدرجات الحرارة، وعملية الهضم، ويُساعد على تخليص الجسم من السموم، وعنصر رئيسي في الدماغ لإنتاج الهرمونات والناقلات العصبية. هذه المهام ما هي إلا جزء يسير من مهام الماء التي بدونها لا تستمر الحياة.
اعلان
أضف إلى ذلك أن جسم الإنسان يتشكَّل من حوالي 65% من السائل. حيث يستعمل الجسم المياه المخزَّنة في الخلايا الدهنية لإشباع عطشها. بهذه الطريقة، تعمل الجِمال على إشباع حاجتها من الماء بدون شربه عبر الاستفادة من الماء المخزَّن في خلاياها الدهنية.
بالنسبة للإنسان، فإنه لا يمتلك مساحة تخزينية كبيرة. فبعد أسبوع من التوقف عن شرب المياه، يتوقف الجسم عن التعرق، ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في درجة حرارة الجسم لا يُمكن تجنبها. كما أن الهضم يُصبح مستحيلًا بسبب النقص الحاد في الإفرازات المعوية واللعاب، وينخفض ضغط الدم في الجسم بسبب انخفاض حجم الدم.
في ظل هذه الظروف، يُصبح الموت قاب قوسين أو أدنى. فالبقاء على قيد الحياة بدون ماء مرهون بالتوازن بين المقدار المفقود والمُكتسب من المياه. هذا يعني أن البقاء على قيد الحياة قد يمتد إذا قل معدَّل التعرق والتبوُّل والزفير بسرعة، أقل من مقدار استهلاك الطعام والسوائل.
إذًا، لكم من الوقت يُمكن أن يصمد الإنسان دون ماء ؟
في المتوسط، يُمكن للشخص البقاء على قيد الحياة دون ماء لمدة 3 أيام، لكن بعض التقارير تُشير إلى أن البقاء على قيد الحياة دون ماء قد يستمر إلى 8-10 أيام.
هذه المدة تختلف مع اختلاف بعض العوامل الخارجية مثل درجة الحرارة، الرطوبة، وصحة الفرد. على سبيل المثال، قد يذوي الرياضي ويشعر بالجفاف بعد ساعات قليلة، في حين أن الرقم القياسي لأطول شخص بقي على قيد الحياة دون ماء بلغ 18 يوم بعد أن بقي في السجن وتم نسيانه لأكثر من أسبوعين!
مع ذلك، تُشير التقارير إلى أنه يُمكن للإنسان البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة دون شرب الماء والاعتماد على تناول الأطعمة الغنية بالسوائل. ففي الحالات الحرجة، لا يحتاج الجسم الماء على وجه الخصوص بقدر احتياجه لسوائل لإشباع عطشه.
يُذكر في هذا الأمر البحار الصيني “بون ليم”، الذي غرقت سفينته عام 1942 ونجا من الموت بعد أن بقي طافيًا في المحيط لمدة 133 يوم. فكيف نجا؟ بعد العثور عليه، قال أنه تمكَّن من إنقاذ نفسه عبر تناول الأسماك وشرب دم النورس وأسماك القرش. ورغم أنه أمرٌ مثير للاشمئزاز، إلا أن كان كافيًا ليُبقيه على قيد الحياة.
الخلاصة: تعتمد الفترة التي يُمكن أن يبقى خلالها الإنسان على قيد الحياة دون ماء على ظروف معينة مثل حرارة الجو وصحة الجسم والرطوبة. لذلك، فإن الفترة المنطقية هي 3-4 أيام ما لم تختلف الظروف وكانت الحرارة أكثر برودة ومعدل فقدان الجسم للماء أقل. هنا قد يصل المتوسط إلى 10 أيام.