طارت
عند الرحيل.. لا تضيع وقتك بالبحث في أحشاء اللغة لإنتقاء كلمات الحب أو الاعتذار أو الوداع فكل الكلمات التي تولد لحظة الفراق.. إنما هي مجرد محاولات فاشلة.. لتبرير وتفسير هروبك
يغلق البعض في وجهك كل أبواب الرحيل.. كي يمنعك من الرحيل لأنه يحبك.. والبعض يعترف لك بحبه عند الرحيل.. كي يبقيك معه ويكتشف البعض الأخر أنه يحبك بعد الرحيل فيحترق ويحرقك بأكتشافه المتأخر
أستميحك الأن ايتها الشمس.. سأرحل.. وسأبقى بعيداً منسياً.. لا ظل لي لا وجود لي إلا على جدران الذكريات وسأبقى هنا مرسوماً.. على صفحات الأبجدية.. لتقرئيني حينما تدور بكِ دوائر الأيام والليالي وتشتاقين للحــزين كثيراً وداعــــاً
عندما تجلس لوحدك وتتذكر من كان يونسك على قارعة الطريق، الآن بعد الرحيل تجلس لوحدك مع ذكريات مضت تجلس بصمت متأمل ما حدث وما يمكن أن يحدث، لحظات لا نحبها ومن الصعب تجاهلها، إنها لحظات صعبة وذكريات مؤلمة جداً تسرق منا أجمل اللحظات، لحظات السعادة تمضي كلمح البصر وتنتهي كي تفسح مجال للحزن ليحتل قلوبنا، تمضي الأيام بنا ونسير مع الحياة، تبتعد خطواتنا ونقترب من اللحظات الأخيرة
إنما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم مضى بعضك