ولما كانت الصلاة هي توجه الكينونة من الظاهر والباطن والسر والعلانية إلى الله سبحانه كان لها الفضل على كل الأعمال ، سيما إذا دخل فيها العبد بكمال الإقبال كما في الفقيه عن الصادق عليه السلام : أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء ، فما أحسن من الرجل أن يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف الله عز وجل عليه وهو راكع أو ساجد ، وإن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس يا ويلاه أطاعوه وعصيت وسجدوا وأبيت - وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مثل الصلاة مثل عمود القسطاط إذا ثبت العمود ثبت الأطناب والأوتاد والغشاء ، وإذا نكس العمود لم ينفع وتد ولا طنب ولا غشاء - وقال عليه السلام : إنما مثل الصلاة فيكم كمثل السرى أي النهر على باب أحدكم يخرج إليه في اليوم والليلة يغتسل فيه خمس مرات فلم يبق الدرن على الغاسل خمس مرات ولم تبق الذنوب مع الصلاة خمس مرات - وفيه عن الصادق عليه السلام أنه قال : من قبل الله منه صلاة واحدة لم يعذبه ومن قبل الله منه حسنة لم يعذبه - وقال عليه السلام : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : من حبس نفسه على صلاة فريضة ينتظر وقتها فصلاها في أول وقتها فأتم ركوعها وسجودها وخشوعها ثم مجد الله عز وجل وعظمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة أخرى لم يلغ بينهما كتب الله له كأجر الحاج والمعتمر وكان من أهل عليين

يتبع،،،

أسرار العبادات من تأليفات البحر الزاخر والدر الفاخر فخر الأفاخر والأعاظم السيد كاظم الحسيني الحائري الرشتي أعلى الله مقامه