..
مهلا يا من رحلت فجأة
لم يزرني النوم تلك الليلة .... بقيت أتامل الجدران من حولي في سواد كالح وصوت الليل يصدح في رأسي سمعته يحاكي نفسه.... ويستعد ليشدّ رحاله ويرحل عن عالمي... شعرت به يرتّب حقيبة سفره والعبرة تخنقه نتيجة عمله الذي ذهب هباء منثورا حدّثت نفسي.... لم اختار الرحيل؟؟ فالطريق لا يزال طويلا..... وأنا بحاجة لوجوده معي كثيراً قررت ان استجمع ما بقى من طاقتي وانهض لأعلم سبب رحيله المفاجى؟ بعد صراع طويل ...رفعت الغطاء عني بتثاقل.... فتحت الباب لأراه متّشحا بالسواد وهو يضع لمساته الاخيرة على حقبيه السفر ويتفقد اغراضه ودموعه تتسلل من عينيه حاول إخفاءها عني لكنه فشل هو يعلم إني واقفة خلفه... انظر مدهوشة وأسأل نفسي.....ماذا يفعل ؟استدار نحوي ليسمعني كلمة لطالما كرهتها.... وداعاً لن أراك مجددا.بكيت كثيرا عند سماعي ذلك وركعت متشبثه بأذياله وأتوسل إليه بعدم الرحيل لكنه لم يجيب لنداءات صوتي المتعب.... أكمل طريقه ماشيا نحو الباب الخارجي.
وبصوت بكاء عال خاطبته توسلت إليه أن يبقى إلى جانبي هو يعلم بحالي ويدرك حاجتي اليه اكثر مني ولسبب مجهول قرر الرحيل ..
ركضت خلفه حافيه وانا اصرخ.....لكنه لم يكترث لنشيج ذاك الصوت وعندما تجرّد صوتي من الكلام وانفرد بالبكاء....استدار نحوي قائلا:اعلم بحاجتك الشديدة لي لكني فعلت ذلك بالرغم عني فقد نفذ مابجعبتي حيث يستحل البقاء
اجهشت بالبكاء واطرقت رأسي وانا اتخيل حياتي من دونه...بكيت حدّ الاختناق وانا ارددّ :ارجع لي لا تتركني لوحدي ايها الصبر
منقول راقت لي