1- نبذة عن سيرة حياته
الأسم: عبد الحسين عبد الزهره خميم
مواليد البصرة، حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الفيزياء، وقد عمل موظفاً في دائرة صحة المحافظة
من مواليد 1964
وجه بصري طيب رغم ما يحمله من الم, نحيف كأي نخلة,لا يكف فمه عن اخراج الدخان بسبب سجائره المتتالية يرفض في البدء مخاطبته بكلمة استاذ, فعلى الرغم من ثقته بنفسه - والتي يرفض ان يسميها نرجسية التي دعته ان يعتلي المنصة في احدى المهرجانات ويقول"انا شاعر الدنيا والاخرة" انه الشاعر الوحيد الذي سيقرأ شعراً شعبيا في يوم القيامة عبد الحسين الحلفي بديباجة ملمعة بالالم وسهولة كلمات وافكار جديدة لم يطرحها الشعراء من قبله, قال يوما جملة وقفوا عندها:
- ماكو شاعر شعبي بصري ما طلع من جوة ردان عبد الحسين
من سكنة البصرة منطقة الابلة تربى وترعرع هناك.
نشأ بين اكناف عائلة مثقفة جدآ حيث كان المرحوم متوسط الترتيب بين اخوته
حافظ الذي يعمل كتدريسي واخوه رحيم الذي حصل على شهادة الطب وبقي اخوه حليم
طالب علم في الحوزه العلمية واخوه الذي استشهد على يد النظام المقبور الذي تخرج من كلية علوم الرياضيات
حبيب الذي قتل من قبل الزمر الصدامية والجو الخاص الذي كان يعيشه الشاعر من ثقافة كبيره وتقوى عائلية
لانظيره لها جعل الشاعر عبد الحسين الحلفي الذي يعتبر من أذكى الرموز الرموز البصري في ذاك الوقت
ان يكمل دراسته في علوم الفيزياء وان يحفظ نهج البلاغة وبنفس الوقت انهى حفظ ديوان المتنبي وحفظه مع العروض والاعراب,
عبدالحسين الحلفي
شاعر كتب اللونين العمودي الفصيح الذي كانت بدايته منه والشعر الشعبي
لهذا الانسان الغريب الشكل مواهب غير معدوده فمرة نجده يجيد التلحين والعزف على المقامات وتارة نجده يجيد تدريس الكيمياء والفيزياء والرياضيات
ومادة الانكليزي ومتفردآ بالكتابة في كلاتا يديه وبنفس جوت الخط التي يعبر عنها باللغة الدارجة (يذبح الطير) لشدة جماليته فمن هنا نجد الشاعر يحط رحاله بمحطة
المرض الذي اتعب كاهله (تصلب الجلد) هذا المرض يعتبر من أندر الأمراض على وجه الأرض.....
ليأخذ الاستراحة في ساحة النقابة التي كانت ألام المحتضنة لعبد الحسين لتجد أن أبنها لاعب متميز بكرة القدم وفنان كما هو رسام وفنان في رسم الصورة الشعرية التي جعلت من الشاعر يقول بكل ثقة أنني شاعر السموات والارض قد يجد أن الشاعر مغرور جدآ
لكن من يعاشره ويصاحب هذا النورس الجنوبي يجده نسمة ريح تمر على العليل لتشفيه من علله حتى تنسى انه شاعر لانه انسان اكثر من ذلك فكيف لا وهو الذي يقول
قبل لتصير شاعر صير أنسان
حتى انكول هذا أنسان شاعـــر
لمع نجم عبدالحسين الحلفي في سماء الشعر الشعبي في اول دخوله لهذه الساحه التي لايبقى بها الا الاشوس والابرز فقصيدة المحطة والكوخ والاصحاب وشكوماكو والبومة هي خير دليل على تميز هذا الشاعر الذي خلق لنفسه مدرسة خاصة ولون متميز في الشعر الشعبي يعتمد التضاد والتناقض في الكتابة
ماينطيني قلبي أزعل وياك
بس أن شاء الله كلبي ينطيني
اتوقع يجي فد يوم وانساك
بس أتمنى أموت ومايجيني
عبدالحسين الحلفي كأعلام ظهر في السنوات التي تلت التغير في العراق أي بعد عام 2003 وذلك
لان الشاعر كان متحفظ بعض الشيء بسبب التضيق الذي وضع عليهم كعائلة لها انتمائات ضد السلطة آناذاك
حتى أن قصيدة تريد أصلاح تترجم ذلك وتشرح المعانات والمأسات التي تعرضوا لها كعائلة ملتزمة ومثقفة
يقول حافظ اخو الشاعر المرحوم
كنا نرفع الكتاب من على وجه أبي وهو نائم!!!!
عبد الحسين الحلفي عاش في أزقة الأبلة لكن شعره افترش الريح بساط ليحلق في جميع انحاء العراق والمنطقة
يقول الناقد العالمي العربي الكبير الدكتور مالك المطلبي في حق عبد الحسين الحلفي
هو بحق متنبي الشعر الشعبي وسياب الشعر الشعبي........وعلى الرغم من تلك الالقاب الا ان المرحوم
كان يفضل لقب عبد الحسين الحلفي فقط!!!
على الرغم من عدم تدين الشاعر ولكثرة تصرفاته الغريبة إلا اإنه لايمر به سائل ولا فقير إلا واخرج مافي جيبه وأعطاه
اليه،
كتب الشاعر الكثيرة من القصائد الموالية لأهل البيت وتعتبر قصائده في حق الامام علي ع من أندر ما قيل في الشعر الشعبي العربي
أنت حبك ياعلي مو شي ســـــــهل
لأن بس أسمك علي هو أمتحـــان
أللسان بكيفه يحرك أي أســـــــــم
وأنت أسمك ياعلي يحرك اللسان
بقي عبد الحسين الحلفي المتمرد على هذا الحال من الغرابة في العيش حتى انه لايستمر في زواجه سوى أشهر بعد ذلك قرر الانفصال
ليختار حياة الوحدة وعدم الأنصياع لقيود معينه ليتفرغ للقوافي التي يقول عنها انها طوع أمره وتاتي اليه متى شاء وأنى شاء!!!
وفي العام المنصرم وفي هكذا أجواء ألتحق عبد الحسين الحلفي بركب المسيرة الحسينة (المشاية) ليأخذ عهدآ على نفسه أمام الحسين
وأخيه العباس بالتوبة والرجوع الا الله
مترجمآ ذلك بقوله
سلام الله ع ثار الله الحسين
أريدك للمشو تكتب سلامه
وأحلفك بختك وبجفوف عباس
لاتنسى (عبد) يوم القيامه
وفي أثناء رجوعه من مراسيم زيارة الاربعين ومع حلول ذكرى رحيل نبي الامة محمد صلى الله عليه واله وسلم
طلب المرحوم من صديقه المقرب الشاعر قاسم الجيزاني الذي كان يرافقه في كل الزيارات والسفرات بأن يعاودوا
المسير الى النجف سيرآ على الاقدام من منطقة تبعد مسافه عن النجف للوصل الى ضريح الامام علي عليه لكن الشاعر
قاسم الجيزاني رفض ذلك لان كان يعلم بعدم مقدرة الحلفي على المسير لانه ضعيف البنية،
لتسيل دمعات الحلفي النقية مخاطبةً الرسول صلى الله عليه واله وسلم
يارسول الله عذراً ياعظــــــــــــيم
امقصرين وياك أحنه هــــــــواي
شكثر مشاية مشوا لأجل الحسين
وبوفاتك قلة المشـــــــــــــــــــاي ة
هذه الابيات الاخيرة التي خرجت من قريحة الشاعر بعدها بأيام قليلة شكى من الألم في صدره ليعلن المرض أنتصاره على بدن عبدالحسين الحلفي
وفي هذا اليوم 3/2/2011
انتكست اعلام الشعر الشعبي العراقي بوفاة اعلى قمه من قمم الشعر الشعبي
2-قصيدة المحطة من روائع عبد الحسين الحلفي
قلبوني عالصفاح وعالبطن وعالظهر كالو نشبعك قهر كلت اموت عالقهر
كالو انت وين رايح ولك والجنه بعيده وانت صارتلك جهنم مستقر
كلت اسافر.... ها تسافر يا سفر قبل لا انت تسافر جيب السنين العشتهن يا بشر
هاكم سنين العشتهن قسموهن ...قسموهن ما طلع بيهن شهر
ثمه انت شجابك النا ولك موش احنا محطه
عمي كون انتم محطه شنهو معناها المحطه بلا سفر
...المحطه بلا سفر تكسر الخاطر والقطار يضوج اذا قبط فراغ
القطار سمعت بديرة اهلي قبط فراغ كلت فرصه خل اسافر
اجيت ملهوف ارد اسافر سدو بوجهي المحطه وشككو كل التذاكر
كالو ابقى ابقى باجر اليوم خلصه باي طريقه لهي نفسك بالجكاير
وخلصت اوراق الجكاير وماكو باجر
تالي احس الشيب اخذني وعتني عت صوب المكابر
ردت ادخل كالو حاجز قبر انت كلت لا كالو ابقى
كلت حاضر لا رظو بيه انا اسافر لا رظت بيه المقابر
كلت احسن شي انام العمر كله
زين انا شلون انام العمر كله لازم اشرب عمري كله
واشربت ودخت وسكرت وسلهمت نامت عيوني
وحلمت هم ردت اسافر وبالحلم هم فتشوني بالحلم هم فتشوني
3-صورة عبد الحسين الحلفي
هذا ونسألكم الدعاء وقراءة سورة الفاتحة للمرحوم عبد الحسين الحلفي