اكتشف العلماء غبارا كونيا متحجرا في المنحدرات البيضاء في بلدة دوفر، جنوب شرق إنكلترا، والتي يمكن أن توفر مصدرا جديدا للمعلومات حول النظام الشمسي.
وكانت المنحدرات البيضاء في دوفر على طول الساحل الإنكليزي تعرف منذ فترة طويلة بأنها موطن للمخلوقات المتحجرة التي يعتمدها العلماء في فهم التغيرات التي حدثت للأرض على مدى ملايين السنين. ويقول الباحثون إن هذا الاكتشاف الجديد يسلط الضوء بشكل كبير على هذه التغيرات.
ويستخدم الغبار الكوني لتتبع مواقع الكويكبات الغنية بالماء، والتي يمكن أن تصبح، يوما ما، نقطة توقف للمسافرين في الفضاء السحيق في المستقبل.
وعلى الرغم من أن ما يقارب 20 ألفا إلى 30 ألف طن من الغبار الكوني تقع على الأرض سنويا، إلا أنه من الصعب تحديد موقعه، ومع ذلك، يقول الباحثون إنهم كانوا قادرين على تمييز الغبار الكوني المتحجر في شجرة تشبه شجرة عيد الميلاد، من خلال محتواه الكريستالي.
ويعتقد الفريق في كلية إمبريال لندن، الآن، بأن هذا الاكتشاف سيساعدهم على فهم أفضل للأحداث التي وقعت منذ ملايين السنين.
وقال مارتن سوتل، المؤلف الرئيس للدراسة إن "المنحدرات البيضاء البارزة في دوفر هي مصدر هام للمخلوقات المتحجرة التي تساعدنا على تحديد التغيرات والاضطرابات التي شهدها الكوكب منذ ملايين السنين"، مضيفا أن "الأمر مثير للغاية لأننا اكتشفنا الآن أن الغبار الكوني المتحجر مدفون إلى جانب المخلوقات الأخرى، وهو ما قد يوفر لنا معلومات حول ما كان يحدث في نظامنا الشمسي في ذلك الوقت".
وفي دراسة أخرى عن الغبار الكوني، كشف فريق البحث ذاته عن طريقة لتحديد ما إذا كان غنيا بالطين، وإذا كان الأمر كذلك، فيمكن أن يكون بمثابة "عصا التنقيب عن المياه الجوفية" للعثور على الكواكب الغنية بالماء في نظامنا الشمسي، باعتبار أن الطين يتشكل حيث يوجد الماء.
وعندما يخترق الغبار الكوني الغلاف الجوي للأرض، فإن الحرارة الشديدة تحول المعدن الأصلي إلى زجاج وبلورات.
وقال مات جينغ، المؤلف المشارك في الدراسة إن "أهمية دراستنا تكمن في أن جزيئات الغبار الكوني التي تهبط على الأرض يمكن أن تستخدم في نهاية المطاف لتتبع أين يمكن أن تكون هذه الكويكبات الغنية بالماء، وتوفير أداة قيمة لرسم خرائط لهذه الموارد".