الصمم مرض جيني بالامكان الحد من تطوره
أكد بحث حديث أن معالجة مشكلة الصم منذ الصغر تساهم بنسبة كبيرة في الحفاظ على تلك الحاسة الأساسية في الحياة.
في تقريرها الشهري نوهت مجلة اير سكنيس او لاين الأميركية الى ان اكتشاف مشاكل السمع بشكل مبكر يمكن من حماية السمع من التدهور أو فقدانه تماما. فكلما تمت معالجة تراجع السمع باكرا وعدم الانتظار الى ان يحتاج المرء الى جهاز يقوي سمعه، تكون فرص الحفاظ على حاسة السمع أكبر وتمنع تدهورها. فعادة تتراجع قوة السمع لمعظم الناس مع تقدم السن او لأسباب جينية وتظهر في سن الطفولة او الشباب، فيواجه المصاب مشاكل عندما يجلس مع آخرين فلا يتمكن من متابعة الأحاديث التي تدور او انه لا يسمع من يتحدث خلفه او بعيدا عنه، ما يسبب له أزمات نفسية واجتماعية ويعتقد بانه من الأفضل الانزواء كي لا يتعرض الى مواقف سخيفة لانه لا يستطيع المشاركة في الأحاديث او انه قد يجيب على سؤال لم يطرح عليه.
ويشدد التقرير على وجوب قيام العائلة بدور فعال عندما تجد أحد أفرادها يعاني من هذه المشكلة التي سوف تتحول من دون شك الى مشكلة عائلية أيضا، لان الذي يفقد سمعه تدريجيا يتحول مع الوقت الى انسان يشك بكل ما يقال حوله لانه يعتقد ان الآخرين يسيئون الحديث عنه باستغلال عدم سماعه ويصاب بالعصبية. واذا ما واصل المريض اهمال المشكلة فان سمعه سيتراجع بسرعة الى ان يأتي يوما يفقده تماما عندها لا مجال لاصلاح ما تم فقدانه الا بواسطة السماعة التي تكون عادة لبعض الناس جهازا يسبب لهم حرجا ومشاكل إجتماعية وخاصة اذا كان المصاب شابة او شاب.
والمشكلة الاخرى ان الكثير ممن يستخدمون السماعة يشعرون بالارهاق والتعب بعد ساعات قليلة من وضعهم لها خاصة لان الجهاز يكون غير متطور او ان القالب الذي ثبت عليه ليصل الى الاذن عبر انبوب فيه اخطاء تقنية، وهذا يسبب ايضا آلاما في الرأس وعصبية شديدة، فيتنازلون عن استعماله ويفضلون البقاء بعيدا عن الناس ما يزيد من تدهور قوة السمع. ولا يفقد المرء سمعه فجأة، الا في حالات نادرة، بل ان هذه المشكلة تتفاقم تدريجيا ولها خلفياتها المتجذرة عادة في العائلة، لذا على الوالدين عند ولادة الطفل فحص سمعه لان أحدهما( الاب او الام) قد يكون مصابا جينيا بالصمم دون ان يعرف او غير مبالي، فيصبح احتمال إصابة الطفل كبيرا، وعند اكتشاف الحالة يجب وضع الطفل تحت المراقبة.وينصح التقرير بفحص سمع الطفل في الأشهر الأولى من الولادة لدى طبيب اختصاصي. ففي الولايات المتحدة الاميركية يعاني واحد من كل الف وليد من مشاكل السمع تكون بشكل عام إما في الاذن الوسطى او الخارجية، وعدم معالجة الحالة تسبب الصمم لقرابة 0،6 في المئة. ونتائج ذلك عدم تعلم الطفل النطق الصحيح ما يجعله في المستقبل يعاني ايضا من الصمم فيؤثر على دراسته ومستقبله. وعليه يجب اخضاع الطفل منذ الشهر الثاني لفحص سمع دقيق، وبالاخص عند وجود حالة صمم في العائلة، حتى ولو كان المصاب الجد او الجدة، ومباشرة معالجته اذا ما كانت هناك مؤشرات تدل على احتمال معاناته من الصمم مستقبلا، فحاليا توجد اجهزة مسح لحاسة السمع لدى الاطفال في هذا العمر لا تسبب اي الم او مضايقة. وينصح التقرير من يعاني من مشكلة قلة السمع ان يضع خجله جانبا ويستخدم جهازا، وقد يعاني في البداية منه لكن عليه التحلي بالصبر، لتحمل الشعور بالضيق من وجود الآلة في أذنه، لكنه يعتاد عليها بعد أسبوع أو أسبوعين، المهم عدم التنازل عن السماعة، فاستخدامها بشكل متقطع يسيء ايضا الى ما تبقى من قوة السمع.