بسمة حسن
إذا كنت والدا لمراهق ، ربما تكون شهدت هذه المشكلة ، تقلب المزاج و الدراما ، فيشعر المراهق بالغضب والقلق في هذا السن المليء بالتغيرات الطارئة المتتابعة ، ويمكن ألا يؤثر ذلك على جميع الأطفال ، ولكن لا داعي للإندهاش إذا حدث ذلك .
مرحلة المراهقة مليئة بالتغيرات الكبيرة على الصعيد الشخصي ، الإجتماعي والفيزيائي ، وهذه التقلبات المسببة للقلق يمكن أن تؤثر على طعام المراهقين ، كيفية نومهم وزيادة النشاط والطاقة لديهم .
يسهل على الوالدين أن يشعروا بالرغبة في مساعدة الأبناء ، وخاصة عندما يوجه غصبه مباشرة لهم ، ولكن يمكن مساعدة المراهق للتعامل مع مشاعره والحفاظ على سلامته في نفس الوقت .
1- وضع جدول زمني مع المراهق : يريد بعض المراهقين في الحقيقة الإرشاد من الوالدين ، ولكن ربما لا يريدون طلب ذلك منهم ، لذاك فإن أفضل شيء يمكن أن يقوم به الوالدين هو التحدث باستمرار إلى مراهقيهم وقضاء وقت محدد معهم.
كما أن جدولة الوقت يعتبر أمرا هاما ، ويجب أن يحتوي على مواعيد للمدرسة ، الرياضة ، النادي ، الأصدقاء ووظائف بعد الدراسة ، وفقا لإحتياجاتهم وميولهم ، لذلك يجب تحديد الوقت الذي يجمع بينكما للمشي أو الركض في يوم العطلة بعد الظهيرة ، حيث يمكنكما التحدث معا في بعض الأمور الهامة ، ولكن الرسائل التي تنتج من الحوار تحدث فرقا كبيرا، ويساعد ذلك المراهق على أن يعلم أن والديه متاحين عندما يحتاج التحدث إليهم حول موضوع هام ” .
2- إعداد روتين للنوم : يكون من السهل أن تصبح مراهقا عندما تحصل على القسط الوافي من النوم والراحة ، وبالتالي يسهل على الوالدين أن يتعاملوا مع المراهقين الذين حصلوا على الراحة اللازمة .
يحتاج المراهقون 8 ساعات نوم على الأقل ليلا ، ولكن الكثير لا يحصل على هذا الوقت ، فعندما يكون المراهقون متعبون ، يصبحون متقلبين المزاج ويشعرون بالخمول والكسل ، وعلى الجانب الآخر عندما يحصلون على القسط الوافي من الراحة ، يصبحون أكثر نشاطا ، ويكونوا قادرين على اتخاد القرارات وإختيار الأفضل من الأطعمة والتمارين الرياضية ، وبالتالي يشعرون بحالة جيدا تماما .
حاول أن تساعد الأطفال على تعلم أن النوم من الأولويات ، وهذا يعني ضرورة النوم والإستيقاظ في موعد محدد يوميا ، وحتى أيام العطلات وهذه بعض الخطوات التي تساعده على ذلك :
– حدد وقت معين قبل النوم لمشاهدة التلفار أو استخدام الشاشات الأخرى ، الواجبات المنزلية الثقيلة والكافيين .
– اعتم أضواء غرفة النوم ليلا ، ولكن تأكد أنها تتعرض لكثير من ضوء الشمس في النهار .
– إذا كان المراهق يفضل أخذ غفوة ، تأكد أن تكون في وقت مبكر من النهار والحفاظ على 15- 20 دقيقة فقط .
– يجب إغلاق الهواتف الخلوية وباقي الشاشات الأخرى في وقت النوم ، لأن الأضواء المنبعثة منها و النقر المستمر عند كتابة النصوص يجعل النعاس أمرا صعبا .
3- الحصول على الحركة : آخر شيء يمكن أن يريده المراهقين هو الإستيقاظ من النوم والحركة ، ولكنه من أفضل الأشياء التي يمكنهم القيام بها ، فالرياضة تساعد على التخلص من الغضب ، الإنفعال والقلق ، كما أنها تساعد على النوم .
لذلك ينبغي تدريب المراهقين من البداية وتشجعيهم على الذهاب خارجا للمشي ، الركض واللعب بالأطواق ، فهي فرصة للتنفيث عن الغضب وتعلم الطرق الصحية للتعامل مع التوتر والقلق في المستقبل ، ويمكن للآباء مشاركتهم في هذه الأنشطة الرياضية والتحدث معهم ودعمهم .
4- الإستماع وليس المحاضرات : ربما يكون الوالدين الأكبر والأكثر ذكاءا ، ولكن يجب تجنب إلقاء المحاضرات للمراهقين ، لأنها تؤدي غالبا إلى التمرد والعداء ، وبدلا من ذلك جرب الإستماع الإيجابي لهم ، وهذا يعني الإستماع بعقل متفتح والقدرة على التواصل مع ما سمعته ، وبشكل أساسي لا تتحدث أكثر مما تستمتع .
فالمراهقون يتحدثون أيضا عن أشياء إكتسبوا خبرة فيها ، لذلك يمكن أن تطلب منهم اخبارك عن هذه الأشياء مثل التكنولوجيا ، على سبيل المثال هم يتفقون عليك في سناب شات .
5- احفظ هدوءك : عند الشعور بالقلق أو الغضب ، وخاصة عنما يكون المراهقون هم السبب ، خذ نفس عميق وحاول أن تجد طريقة لتهدأ وتتحكم في عواطفك ، وتذكر أن النوم وممارسة الرياضة أشياء هامة لك أيضا ، وستكون قدوة لهم في هذا الموقف ، فإذا كنت تريد أن تصبح والدا مربيا فعالا لمراهقيه ، اعتني بنفسك أولا .