على مدى قرنين من الزمان كان يتم استخدام البشر كـ«فئران تجارب» في الأبحاث الطبية سواء كانت بهدف تجربة أمصال لأمراضٍ كانت شائعة حينها بلا علاج، أو في الحرب البيولوجية وتطوير الأسلحة، أو في تجربة نظام علاجي جديد لم يتم التحقق من صلاحيته بعد، وفي بعض الأحيان كان يتم استخدامهم في تجريب بعض العمليات الجراحية الخطيرة، أو التعرض للإشعاع.
كان الضحية دائمًا في مثل هذه التجارب هم أسرى الحروب، أو السجناء المحكوم عليهم بالإعدام والمعتقلين، والمرضى النفسيين، والعبيد السود، ومثليي الجنس، وفي بعض الأحيان بلدانًا كاملة، وسجونًا في مناطق محتلة، كان يتم خلالها تنفيذ جرائم بشعة إن لم يلقوا حتفهم فيها فسيعانون من آثارها طوال الحياة؛ فكان يتم استخدام الفقراء في كثير من الأحيان، متطوعين تم إخبارهم بأنهم يتلقون رعاية طبية معينة، فلقوا حتفهم نتيجة لتلك التجارب البشعة والمميتة. وكان المتورطون في تلك التجارب دائمًا هم مجموعة من أقوى دول العالم يمارسون سلطتهم الاستعمارية، أو قوتهم وسيطرتهم الحالية لأغراضٍ سياسية.
لم تكن الحرب العالمية هي بداية التجارب الطبية على البشر عامةً؛ ولكنها قد أدَّت بطريقة مباشرة لصراع قوي بين دول النزاع الكبرى «الولايات المتحدة وألمانيا النازية واليابان والاتحاد السوفيتي» تجبرهم على تحصين جنودهم ضد بعض غازات الحرب المميتة، أو الأمراض الخطيرة التي انتشرت حينذاك، حتى إن بعضهم قد قام بتجربة تلك الأبحاث على جنودهم بغرض خلق جيل من الجنود خارق لطبيعة البشر، فكانت النتيجة كارثية.