تعتبر الحرب العالمية الثانية أكثر الصراعات الملحمية شراسة وأكثرها تدميرًا. وبسبب أنها شملت نطاقات متعددة، فقد كانت فرص وقوع الأخطاء فيها واردة للغاية. إلا أن بعض الأخطاء برزت عن غيرها وتداولها التاريخ كونها أكثرها سخافة وكارثية في نفس الوقت!
الأخطاء الأكثر سخافة في الحرب العالمية الثانية..
صواريخ طوربيد معطوبة لدى البحرية الأمريكية
من بين الأسلحة المهمة التي امتلكها سلاح البحرية الأمريكية، 14 صاروخ طوربيد معطوب لا يُمكن استعماله. والسبب في أنها لم تكن صالحة هو أن البحرية الأمريكية لم تُجرِ اختبارات على صواريخ الطوربيد لاعتبارها مكلفة للغاية.
بسبب ذلك، العديد من صواريخ طوربيد ضُربت على سفن العدو بدون أن تُلحق بها الأذى لأنها لم تنفجر! أو انفجار بعض الصواريخ قبل أوانها ملحقةً الضرر بالسفن الأمريكية قبل وصولها للعدو.
الجيش البريطاني دفع ثمن تجاهله لمعلومات هامة
في عام 1942، تجاهلت الإدارة التنفيذية للعمليات الخاصة البريطانية دلائل تشير إلى أن مشغليها الإذاعيين في هولندا قد أُسروا. وواصلوا إرسال المعلومات مباشرة إلى أيدي العدو حتى عام 1944!
إذ لوحظ أن الرسائل الإذاعية المُرسلة كانت تخلو من الفحص الأمني للكشف عن الأخطاء المقصودة في بعض أجزاء الرسالة. ما يعني أن الطاقم الأمني الإذاعي لم يكن هو من يتلقَ البيانات والرسائل وأنهم وقعوا في قبضة الأسر الألماني.
وعلى الرغم من إدراك رئيس شركات الترميز المملوكة للدولة للمشكلة، إلا أنه لم يُخبر أحدًا بها خشية الاعتراف بالفشل. نتيجةً لذلك، كانت الرسائل الأمنية تصل إلى الألمان، وتمكنت ألمانيا من تضليل الشركات البريطانية المملوكة للحكومة عبر إرسال رسائل كاذبة.
إلغاء خطة بناء حاملات طائرات جليدية للبريطانيين
مشروع هاباكوك، هو المشروع الذي قام على فكرة بناء ناقلات طائرات مصنوعة من خليط لب الخشب والثلج المعروف باسم “بيكريت”. هذا المزيج تميّز بصلابته وذوبانه أبطأ من الثلج العادي.
مع ذلك، أدرك البريطانيون أن بناء سفينة من البكريت بتطلب حديد التسليح ونطاق تبريد على متن السفينة ومجاري هواء معقدة ما أدى لإغلاق المشروع والتسبب بإغلاق أحد أهم موارد المشروع في المحيط الطلسي.
فيضانات في غواصة ألمانية بسبب سوء استعمال المرحاض!
على النقيض من الغواصات التابعة لقوات التحالف، استعملت الغواصات الألمانية نظام صرف صحي يعتمد على التفريغ مباشرة في المحيط. وكانت عملية التفريغ تتم على مقربة من السطح عندما يكون ضغط المياه منخفض. في وقتٍ لاحق، تم تطوير نظام الصرف الصحي واستعمال مراحيض جديدة يُمكن تفريغها تحت عمق من الماء.
وبسبب خطأ في آلية التصريف ارتكبه القبطان، غرقت الغواصة في مياه الصرف الصحي ووصلت المياه إلى بطارية الغواصة ما تسبب بحدوث تفاعل أنتج غاز الكلور. وكانت الغواصة على مقربة من سواحل اسكتلندا ما تسبب بحدوث اشتباك فيما لم يكون الجنود جاهزين. وأدى ذلك إلى إلقاء القبض على 46 شخصًا هجروا السفينة وغرق ثلاثة آخرين.
أسوأ سلاح بريطاني في الحرب العالمية الثانية!
قام الجيش البريطاني بتطوير سلاح على شكل عجلة أطلق عليه اسم “بانجاندروم” يسير بسرعة كبيرة على الشاطئ وقادر على اختراق ترسانة خرسانية بحسب التصميم.
وعلى عكس المتوقّع، فقد كان السلاح كارثيًا، إذ كان يتحرك بعنف حول الشاطئ ويرمي بالصواريخ إلى مسافات بعيدة وبطريقة عشوائية.
غرق سفينة حربية برازيلية بسبب خطأ أثناء التدريب
في عام 1945، غرقت سفينة حربية برازيلية خلال تدريبات مضادة للطائرات. تسبب غرق السفينة في مقتل أكثر من 300 شخص، ونجى 36 شخصًا فقط بعضهم أُصيب بالجنون من التعرض لمدة 5 أيام لأشعة الشمس ونقص الطعام ومياه الشرب.
رفض المكتب الفيدرالي الأمريكي تلقي المساعدة من عميل مزدوج كلّف أمريكا خسائر فادحة
في عام 1941، رفض مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي “إدغار هوفر”، عرضًا للمساعدة من دوسكو بوبوف، وهو عميل مزدوج كان يعمل لصالح البريطانيين وظن الألمان أنه يعمل لصالحهم، وهو أحد أهم الملهمين لجيمس بوند.
بوبوف عرض المساعدة على مكتب التحقيقات الفيدرالي في إنشاء حلقة تجسس، فضلًا عن إرساليات حذَّرت من الهجوم على بيرل هاربور، لكن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي هوفر لم يقبل عرضه وتسبب ذلك بضربات موجعة وخسائر كبيرة للولايات المتحدة.
طيار ألماني يهبط في محطة تدريب بريطانية ظنًا أنها فرنسا!
في عام 1942، أخطأ طيار ألماني في تقدير المسافات وهبط في محطة تدريب تابعة لسلاح الجو الملكي جنوب ويلز ظنًا منه أنها فرنسا! ما أدى إلى وقوعه بالأسر بكل سهولة والحصول على معلومات حول قدرات الجيش الألماني الجوية.
خطأ من الجيش الألماني يُنقذ أكثر من 330 ألف جندي من قوات الحلفاء
في 24 مايو 1940، تأخر الجيش الألماني في تقدمه إلى دونكيرك حيث كانت قوة كبيرة من جيش الحلفاء تعاني من الهزيمة. وبسبب التأخير، تم إجلاء أكثر من 330 ألف جندي من جيش الحلفاء وإبعادهم عن منطقة الخطر. وحاول هتلر تبرير هذا الخطأ الفادح بأنه فرصة رياضية للبريطانيين خلال الحرب.
سقوط دفاع نورماندي الألماني بسبب تكهنات خاطئة
لم يتوقع الجيش الألماني أن تتمكن قوات الحلفاء من إسقاط دفاع نورماندي معتقدين أن سوء الأحوال الجوية ستحول دون ذلك. فقد كانت الدفاع الألماني في نورماندي وقتها بأسوأ حالاته وكان الكثير من قادته بعيدين عنه، كما كان المُشير رومل في ألمانيا للاحتفال بعيد ملاد زوجته.
وبفضل تكتيكات عسكرية ذكية استعملها الحلفاء، تمكنوا بكل سهولة من إسقاط دفاع نورماندي بأقل خسائر ممكنة بينما كان الألمان يعتقدون أنهم يُحكمون السيطرة على أهم خط دفاع ألماني. ما تسبب لاحقًا بسلسلة من الخسائر في الحرب.