الدفاع عن نواب الامام المهدي "عج" وهم المراجع "د"
عن ابي الحسن الرضا "ع" قال: ماأحسن الصبر وانتظار الفـــرج : أما سمعت قول الله عزوجل(وارتقبوا اني معكم رقيب...)هود(93) (فانتظروا اني معكم من المنتظرين)الاعراف آية71 فعليكم بالصبر،فإنه إنما يجيئ الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم اصبر منكم.(1)
((ذكرعن ابي عبد الله "ع" القائم ، فقال : أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتئ يقال : مات اوهلك ، في اي وادٍ سلك؟ قلت دما استدارة الفلك ؟ فقال : اختلاف من الشيعه بينهم).(2)
وقالوا عليهم السلام (تتفرق بهم المذاهب وتتشعب لهم طرق الفتن، ويغترون بلمع السراب من كلام المفتونيين....)(3)
ونحن نرى ان هذين الحديثين الاخيرين وان لم يكن هذا العصر هو المراد بهما ولكن ان اختلاف الشيعه وتفرق المذاهب وكثرة الفتن وان النـــــــاس يغترون بكلام المفتونين فانهما متحققان في عصرنا، ويشبهها الامام -ع- بلمع السراب لان السراب يُرى كأنه ماء وإنه يوجد في كل عصر مصدر خير يعارضه شر ولكل يزيد لعنه الله حسين عليه السلام وفي هذا العصر وهو عصر الغيبة الكبرى للإمام عج تمثلت النيابة العامة بالعلماء الفقهاء المؤتمنين على الدين والدنيا كما تمثلت في الغيبة الصغرى بالسفراء الاربعة وهي النيابة الخاصة وفي هذا العصر توجد عمامتان وهي عمامة رسول الله ص وعلي ع واهل بيته وهذا يمثل مصدر الخير والاخرى عمامة الكفر ومعاوية ومن حذا حذوهم "لعنهم الله عليه" فان عمامه محمد واهل بيته - ص- تمثل طريق الحق وهي عمامه العلماء الصالحين وهم المراجع والمؤمنون وعمامة الكفر ومعاوية "لعنهم الله عليه" تمثل طريق الباطل والضلال وهم الكفرة ومن تبعهم من المنافقين حتى لو كانت مسلمة تلك الفئة لأنهم سيوافقون الارهاب والضلال ومن رضي بعمل قوم حُشر معهم .
والسؤال :هو ماذا نفعل ونحن في هذا العصر ؟
الجواب : هو التمسك بالعلماء الصالحين العادلين كما نص القرآن الكريم في اطاعة اولي الأمر وهم الأئمة ع وآخرهم المهدي عج بدأت النيابة الخاصة وانتهت بالسفير الرابع وهو علي بن محمد السمري للإمام المهدي عج بالتوقيع الصادر سنة 329هجرية قال ع: ( بسم الله الرحمن الرحيم : ياعلي بن محمد السمري اعظم الله اجراخوانك فيك ، فإنك ميت مابينك
يتبع
---------------------------------------------------------------------------
1- مكيال المكارم ج2 ص164 من كمال الدين واتمام النعمة
2- الغيبة للنعماني ص259
3- نفس المصدر ص219


وبين ستة أيام فاجمع امرك ولاتوص الى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الابإذن الله تعالى ذكره ....)1 وبعدها جاءت الغيبة الكبرى والنيابة العامة المتمثلة بعلماء الامامية الصالحين والدال على ذلك ما قاله الامام الصادق ع ( من كان منكم ممن قد دون حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف احكامنا فليرضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما ) 2 لان حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ولكن هنا الامام الصادق ع لم يذكر شرط العدالة وذكرها الامام الحسن العسكري ع ( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه مخالفاً لهواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ...)3
وهذا دليل قاطع ايضا من المعصوم ع لرجوع الجاهل المحض وغيرالمحض وهو كل من لم يكن مجتهد الى العالم العادل المجتهد الأعلم لان الأعلم هو الأقدر على اصابة الواقع بدليل العقل .
عن ابي عبد الله ع فقال : ( كيف أنتم اذا صرتم في حال لاترون فيها امام هُدى ، ولاعلماً يُرى ؟ فلا ينجوا من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق(4) فقال أبي : هذا والله البلاء ، فكيف نصنع - جُعلت فداك حينئذٍ ؟ قال ع : اذا كان ذلك- ولن تدركه فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر )5 (( والمراد بما في أيديكم : هو ما اُمروا به من الاصول ، والفروع ، والسنن ، ومتابعة العلماء العاملين وحفظة أخبار الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم اجمعين ))6

اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وماعشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا
-------------------------------------------------------------------
1- الفوائد البهية في شرح عقائد الامامية ج2 ص293
2- نفس المصدر ج2 ص287
3 - نفس المصدر ج2 ص287
4- وهو (( ياالله يارحمن يارحيم ، يامقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك ...))كما في الرواية عن الإمام الصادق ع ص 211 من كتاب مكيال المكارم ج2
5- الغيبة للنعماني ص161 ومكيال المكارم ج2 ص 411

6- كمال الدين واتمام النعمة ج2 ص 412

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ