TODAY - 03 August, 2010
العراقية والوطني والكردستاني يمضون في محادثات تشكيل الحكومة.. ومصادر تؤكد:
«خلاف شديد» بين علاوي والأميركان بسبب «إصرار» واشنطن على بقاء المالكي
حركة محدودة لسكان حي الاعظمية امس بعدما افتتحت السلطات الامنية منافذه التي اغلقت اثر اعتداء على احدى نقاط التفتيش (رويترز)بغدادقالت مصادر في القائمة العراقية واخرى في المجلس الاعلى امس الاثنين، ان رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي اختلف بشدة مع الوفد الاميركي الرفيع خلال مباحثات في اربيل، بسبب اصرارهم على بقاء رئيس الحكومة نوري المالكي في منصبه.
وقالت المصادر في تصريح لـ"العالم" شريطة عدم كشف هويتها، ان الوفد الاميركي الذي يزور البلاد حالياً ويقوم بالتمهيد لزيارة مستشار الامن القومي الاميركي، عرض على علاوي زعيم القائمة العراقية، ان يتولى منصب مجلس الامن الوطني "بعد ان يتم تشريع قانون خاص بهذا المنصب لتوسيع صلاحياته" مقابل ان يحتفظ المالكي بمنصب رئاسة الحكومة المقبلة.
وذكرت ان علاوي "رفض ذلك بشدة معتبراً هذا المقترح تجاوزاً على استحقاق القائمة العراقية بتشكيل الحكومة باعتبارها الكتلة الاولى الفائزة بالانتخابات" النيابية الاخيرة.
ولم يخف الاميركان طيلة الاسابيع الماضية رغبتهم بأن يتوصل علاوي والمالكي باعتبارهما زعيمين لأكبر كتلتين فائزتين، الى تسوية لتقاسم السلطة، لكن تشبث كل من الرجلين بحقه في رئاسة الحكومة المقبلة، عرقل ذلك رغم مرور 5 شهور على الاقتراع.
وأوضح مصدر في القائمة العراقية ان الاميركان "عادة لا يتدخلون في اية أزمة، بل يراقبونها من بعيد، وفي حال قرروا التدخل فانهم يحسمون الأمور".
واستدرك ان اميركا "تسعى بشكل او بآخر الى ان تستمر حالة التقاطع بين الاطراف الشيعية (الائتلاف الوطني ودولة القانون) سعياً منهم الى اضعاف الدور الايراني في العراق" بحسب قوله.
ويقول المصدر ان واشنطن تدرك في الوقت نفسه ان دعمها ترشيح المالكي لولاية ثانية "سيعني انها ستستعدي مكونات تحظى بالدعم الايراني".
ويقول ان العراقية بعثت برسالة الى دولة القانون "تطلب منها ان تسحب مرشحها (المالكي) لرئاسة الحكومة كشرط لاستئناف الحوارات فيما بين الطرفين" وأن الكتلة العلمانية "منفتحة حاليا بصورة اكبر على الائتلاف الوطني والتحالف الكردستاني، خاصة بعد ان علق الائتلاف الوطني حواره مع دولة القانون".
وكان الائتلاف الوطني قرر مؤخراً تعليق حواراته مع ائتلاف دولة القانون إلى حين قيام الأخير بترشيح شخص آخر غير المالكي لرئاسة الوزراء المقبلة. وعقب اجتماع لقيادة الائتلاف الوطني في بغداد تم الاعلان خلال مؤتمر صحافي عن تعليق الحوارات مع ائتلاف دولة القانون نظرًا لتمسكه بترشيح زعيمه نوري المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة.
ويقول المصدر ان الائتلاف الوطني يسعى لطرح مرشح رئاسة الوزراء من داخله، "مقابل ان تحتفظ العراقية بمناصب رفيعة في الحكومة" لكن العراقية ترفض هذا الطرح خاصة مع تمسكها باستحقاقها الدستوري بتشكيل الحكومة ورئاستها حتى لو تم اختيار شخصية اخرى غير علاوي من القائمة لهذا المنصب، بحسب قوله.
من جانبه، استبعد قاسم داود، عضو الائتلاف الوطني العراقي ان يكون هناك أي دور حاسم للادارة الاميركية في الملف العراقي لاسيما في ما يخص تشكيل الحكومة، مؤكداً لـ "العالم" "ان زيارة الوفد الاميركي الى بغداد واقليم كردستان تأتي في اطار خلق تفاهمات بين الاطراف السياسية".
ويضيف داود "بالمقابل لا اتوقع ان يكون هناك أي دور حاسم لاميركا في الملف العراقي او ان تتجه الى فرض حل على العراقيين" معتبراً "ان هذا الدور انتهى بعد توقيع الاتفاقية الامنية، حتى سابقاً عندما كانت الامور مغايرة لم نلمس تدخلاً ملموساً للدور الاميركي في الشأن العراقي".
ويقول داود ان زيارة الوفد الاميركي تحمل رسالتين الاولى، موجهة الى المجتمع الاميركي خاصة بعد اتهامات وجهت ضد الديمقراطيين بأنهم "فرطوا بالعراق" وانهم يريدون الانسحاب دون اكمال المهمة، والرسالة الثانية "توجهها واشنطن الى دول المنطقة ومفادها ان العراق مازال مهماً لاميركا".
اما فرياد راوندوزي، عضو التحالف الكردستاني، فيرجح بأن اميركا لا تمانع من ان يكون المالكي رئيساً للوزراء لولاية ثانية، موضحاً لـ"العالم" "ان الاميركان لديهم توجهات ايجابية بشأن المالكي خاصة من خلال احاديثهم السابقة او حتى اللاحقة".
وبخصوص الزيارة الراهنة للوفد الاميركي قال راوندوزي "ان الوفد جاء بافكار لا تختلف عن السابق مع التأكيد على ضرورة عدم تمسك بعض القادة بمواقعهم الحكومية، كذلك المحوا الى ضرورة القبول ببعض المناصب الحكومية الاخرى".
وبشأن اسباب تمسك واشنطن بالمالكي قال "اعتقد ان الاميركان عندما يشيرون الى المالكي بايجاب فانهم يشيرون اليه باعتباره الرجل القوي الذي حارب الارهاب".
وحول امكانية ان تدخل اميركا مواجهة مع التيار الصدري الذي يشعر ان واشنطن تريد اخراجه من لعبة تشكيل الحكومة، قال راوندوزي "بالرغم من ان علاقة الاميركان بالتيار الصدري لا يمكن اعتبارها علاقة جيدة، ولكنها في نفس الوقت ليست سيئة".
alalem