في بناية من ثلاث طوابق محترقة بالكامل وسط جامعة الموصل تقع المكتبة المركزية أحد اهم مكاتب العراق.
ولم يبقى في هذه البناية المتشحة بالسواد من الخارج والداخل سوى رماد كتب بعد ان كانت تضم نحو مليون كتاب.
وأحرق التنظيم كافة الكتب باستثناء بعض الكتب التي تقدر بثلاثين كتاباً.
لكن المبنى تعرض خلال عمليات التحرير للتدمير بخمسة صواريخ من قبل التحالف الدولي.
على بوابة المبنى المدمر أقام مجموعة شباب عرضا مفعما بالحياة ضمن 14 ألف كتابا تم التبرع بها من جهات مختلفة، مساء أمس الاربعاء.
40 يوما كانت مهلة جمع الكتب لإقامة المهرجان الأول للقراءة في الموصل تحت عنوان الموصل تقرأ.
ويقول المنظمون ان رسالتهم هي ان الموصل مدينة الثقافة وليست مدينة العنف.
وبين الكتب عزفت فرقة "أوتار نركال" معزوفات السلام وسط آلاف الحضور، وكان بينهم نساء موصليات.
وقال صالح الياس منظم المهرجان لـ"الغد برس" ان "الفريق جمع أكثر من 14 ألف كتاب تأريخي وأدبي وسياسي"، مبينا ان "قسما من الكتب سيحتفظ بها في مكتبة الجامعة بينما وزع بعضها على الحضور".
وأضاف الياس ان "مشروعنا هو نشر السلم والثقافة وإلغاء الصورة التي ظهرت بها الموصل في زمن تنظيم داعش والتي اجبر فيها الأخير المدينة ان تظهر بصورة العنف والخراب".
مدير مكتبة دار سطور، وهي مكتبة مشهورة في بغداد، ستار محسن، قال لـ"الغد برس" ان "عشرات الشباب شمروا عن سواعدهم لجمع الكتب وإقامة المهرجان".
وأضاف محسن ان "المهرجان كان عبارة عن رسالة إلى الجميع بأن الموصل مدينة لا تموت وممكن ان تبني تاريخها من جديد".
وقدمت الفرقة التراثية المعروفة باسم "فرقة عثمان الموصلي" عرضا تراثيا من الفلكلور الموصلي مع الجمهور الذي تفاعل مع الفرقة.
يقول أحد الحاضرين وهو عدي عميد لـ "الغد برس"، أنا سعيد بالحصول على كتاب من المهرجان وسط هذا العرض المبهر في قلب الموصل.
ويضيف ان "الموصل تبهرنا كل يوم بعودتها السريعة للحياة"، مبينا ان "أيسر الموصل في حالة دعم جيدة وإذا تصاعدت الجهود أكثر فسيتحول الى لوحة فنية لم تشهدها المدينة منذ 14 عاما".
إلى ذلك، قالت يمنى عبيد، وهي طالبة جامعية كانت تشارك في تنظيف المكتبة المركزية، لـ"الغد برس" ان "كل يوم كنت أتواجد فيه داخل المبنى كنت أبكي حزنا على ما جرى".
لكن عبيد وبفرح غامر تقول "الان تغير كل شيء وأصبحت متيقنة ان كل شيء يمكن ان يعود كما كان وأفضل".