ثورة نوفمبر سنفونية العصر الرصاص لحنها والشعب وضع ايقاعها والمجاهدون عزفوها ووزعوها للاجيال .. جيلا بعد اخر..
يحتفل الجزائريون كل عام في غرة نوفمبر بذكرى ثورتهم المجيدة ضد المستعمر الفرنسي، ولقد سبقت نوفمبر ثورات عدة منها ثورة الأمير عبدالقادر الجزائري الشهيرة، وقد استبسل فيها الجزائريون وضحّوا بأموالهم وأنفسهم، لكن كيد العدو كان أشد وأنكى، وآلة المستعمر كانت أشد بطشا.
وبهذه المناسبة، لا نذكر ثورة التحرير لأجل التغني بأمجاد آبائنا الشهداء الذي قتلوا وماتوا وعذبوا وبطش بهم المستعمر في كل سبيل، فذلك أمر لا يسعى إليه إلا مهزومو الذات الفاقدون لكل أمل، بل نذكر ثورة نوفمبر وتضحيات آبائنا الشهداء اليوم، من أجل مواصلة انطلاقة الماضي، ذلك الماضي الذي لا تختلف ظروفه عن واقع الجزائريين اليوم كثيرا، تلك الانطلاقة التي غيّرت مجرى حياة الجزائريين وكانت مطلع فجر جديد، كما دون ذلك شاعر الثورة «مفدي زكريا» في قصيدته الشهيرة نوفمبر. وإذا كانت التحديات مختلفة يقينا فإن همَّ السمو بهذه الأمة ورفعتها وحمايتها من كيد أعدائها لا يزال قائما وغاية يسعى إليها كل وطني وفيٍّ لوطنه، وإنساني وفي لقيم العدالة والإنسانية.
وهاهو مقطع من قصيدة "نوفمبر" لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء:
نوفمبر جل جلالك فينــــا
الست الذي بث فينا اليقينا
سبحنا على لجج من دمانا
وللنصررحنا نسوق السفينة
وثرنا نفجر نـارا ونـــــورا
ونصنع من صلبنا الثائرينا
ونلهم ثورتنـــا مبتغانــــا
فتلهم ثورتنـــا العالمينــا
وتصخر جبهتنا بالبلايــا
فنسخر بالظلم والظالمينا
وتعلو السياسة طوعا وكرها
لشعب اراد فأعلى الجبينــــا
جمعنا لحرب الخلاص شتاتا
سلكنا به المنهج المستبينــا
ولولا التحام الصفوف وقانا
لكنــا سماسرة مجرمينـــــا
فليت فلسطين تقفو خطانــــا
وتطوي كما قد طوينا السنينا
وبالقدس تهتم لا بالكــ،ـراسي
تميل يسارا بـــها ويمينـــــــا
شغلنا الورى وملانا الدنا
بشعر نرتله كـــــــالصلاة
تسابيحه من حنايا الجزاااااااااائر
دمت جزائرنا حرة طليقة..