الكاميكازي هم الطيارين اليابانيين الانتحاريين الذين هاجموا سفن الحلفاء الحربية في المحيط الهادي خلال الحرب العالمية الثانية. وتعني كلمة كامي “الإله” أو “الروح” وكازي تعني “الريح”، والتي تشير إلى إعصار دمر أسطول العدو في القرن ال13.
في عام 1941 تعرّض الجيش الياباني إلى الهزيمة في العديد من المعارك الهامة، حيث خسروا السفن والطائرات. وخلال عامي 1943 – 1944 كانت قوات الحلفاء تتحرك بسرعة تجاه اليابان. في ذلك الوقت تم دفع اليابانيين إلى الفلبين، وقد كانت مجموعة من الجزر المهمة جداً بالنسبة لهم، وكانت تقع بين حقول النفط في جنوب شرق آسيا واليابان.
خلال هذه المرحلة من الحرب، لم يكن اليابانيين قادرين على بناء السفن والطائرات، ولم يكن لديهم المعدات التي امتلكها الأمريكيون. وقد أدرك أدميرالات اليابان أنه من المستحيل تقريباً الانتصار ضد قوات الحلفاء بوجود عدد قليل من الطائرات والطيارين.
لهذا السبب قرر الإمبراطور الياباني تشكيل وحدة هجوم خاصة، تطوع بها نحو 24 طيار. وكانت مهمتهم الاصطدام بسفن الحلفاء وقتل أكبر قدر ممكن من البحارة. كانت أول عملية انتحارية في أكتوبر 1944، حيث اصطدمت طائرة يابانية بسفينة تابعة للبحرية الأسترالية، مما أسفر عن مقتل 30 بحاراً.
كانت الهجمات الانتحارية ناجحة في البداية، وقد تم تدريب العديد من الطيارين لكي يصبحوا انتحاريين. القوات اليابانية قامت ببناء طائرات رخيصة مع محركات قديمة لهذه البعثات، حيث كان الطيارين يهبطون بسرعة بعد الاقلاع، ليضربوا سفن الحلفاء.
وقد أصبحت قوات الحلفاء خائفة من هذه الهجمات الانتحارية لأنهم لم يستطيعو الدفاع عن أنفسهم. وبحلول نهاية الحرب، ضحى أكثر من 2500 طيار ياباني بحياتهم. وقُتل نحو 5000 من البحارة الأمريكيين والحلفاء في هذه الهجمات.
كان الطيارين الانتحاريين هؤلاء صغار السن، في الغالب بين 18 و 24 عام. وكانوا يعتقدون بأن الموت من أجل اليابان وإمبراطورهم يعتبر شرف عظيم. ورأوا أنفسهم مثل الكثير من محاربي الساموراي في العصور الوسطى. ولكن ليس كل من تطوّع كان حباً للوطن، بل إنه كان يُنظر إلى الطيارين الذين لم يتطوعوا بأنهم جبناء. وبعض الطيارين المحترفين فعل ذلك لأنهم أُجبروا عليه.