على الرغم من انتشار مرض الصفراء بين الأطفال المواليد، خاصة في الأيام الأولى من عمر الطفل المولود ، و انزعاج الأم من ظهور علامات هذا المرض على الطفل المولود، والتي يكون أبرزها تحول لون وجه الطفل المولود إلى اللون الأصفر، إلا أن الأطباء يطمئنون الأمهات بأن العلاج أصبح يسيرا وسريعا ومؤكدا. فمرض الصفراء Neonatal Jaundice يعني حدوث اصفرار ببياض عين الطفل والجلد عند ارتفاع نسبة البيلوروبين في الدم عن الحد الطبيعي عند الطفل المولود وفي الوضع الطبيعي تتكسر كرات الدم الحمراء بعد عمر حوالي 120 يوماً وينتج عن هذا أن يصبح هيموجلوبين دم الطفل المولود طليقاً فيتكسر إلى مادة الهيم ومادة الجلوبين ثم تتكسر مادة الهيم إلى حديد وبيلوروبين الذي يذهب إلى كبد الطفل المولود ليتحد مع بروتين معين بواسطة انزيم جلوكيورونيل ترانسيفيريز ليكون البيلوروبين المرتبط حيث يفرز في العصارة الصفراوية إلى الأمعاء ليتم امتصاص معظمه مرة أخرى ويعاد إلى الدم وتبقى نسبة ضئيلة تنزل مع البراز أما ما يتم امتصاصه في دم الطفل المولود فيتم إفرازه في البول وأي خلل في هذه الدورة «كرات الدم الحمراء الكبد القناة الصفراوية» تؤدي إلى زيادة نسبة البيلوروبين في الدم وبالتالي تؤدي إلى مرض الصفراء.
هناك نوعان من مرض الصفراء:
الصفراء الفسيولوجية:
تظهر الصفراء الفسيولوجية في اليوم الثاني أو الثالث في عمر الطفل المولود ، وهى حالة شائعة بين الأطفال المواليد سواء الذكور أو الإناث. لا تعد الصفراء الفسيولوجية للطفل المولود مرضاً ولكنها حالة، حيث يحتوى دم الطفل المولود على نسبة كبيرة من البيليروبين، والبيليروبين مادة تتكون نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء.
في الطبيعي يقوم الكبد بالتعامل مع البيليروبين ويتم التخلص منه عن طريق البراز. لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البيليروبين بسرعة، لذلك الصفراء الفسيولوجية تكون شائعة بين الأطفال حديثي الولادة. عندما يصل مستوى البيليروبين إلى 16 إلى 18 ملليجرام في كل ديسيلتر من الدم، عادةً ما يحتاج الطفل المولود لعلاج.
وبما أن كبد الأطفال المواليد المبتسرين يكون أقل نضجاً، فإن هؤلاء يكونون عرضة أكثر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة ولذا يجب متابعتهم بدقة. يحتاج الأطفال المبتسرين للعلاج عندما يصل مستوى البيليروبين إلى 14 إلى 16 مج/ديسيلتر.
الصفراء المرضية:
فهي نادرة وأخطر كثيراً حيث ترتفع نسبة البيليروبين عند الطفل المولود بشكل خطير (حوالي 25مج/ديسيلتر)، وقد يؤدى ذلك إلى تلف في المخ، صمم، شلل مخي، أو مشاكل في النمو فيحدث مشاكل في التحصيل الدراسي والتركيز ، السمع ، معدل الذكاء. هذه أقل آثار للصفراء، حيث تتركز مادتها في المخ فتتوقف أطراف الطفل المولود عن الحركة ويحدث له تشنجات.
أنواع صفراء أخرى وهي باسولوجية (غير طبيعية ) نتيجة تكسر كرات الدم الحمراء أو أمراض وراثية أو خلل في كبد الطفل المولود .هناك أيضاً نوع من الصفراء تكون نتيجة لمرض، فهناك أطفال مواليد تأتيهم الصفراء الفسيولوجية ولا تختفي حتى اليوم العاشر وتظهر حتى ثلاثة أسابيع وهذه تكون نتيجة مادة معينة في لبن الأم ، وهي مادة غير ضارة ولكن غالباً ما يحدث التصاق ثاني للصفراء، وما نفعله هو إيقاف الرضاعة الطبيعية للطفل المولود لمدة يوم واحد فقط ، ثم نعاود الرضاعة من جديد في اليوم التالي ؛ فتبدأ الصفراء في الاختفاء ويعود الطفل طبيعي.
كيف يمكن أن تلاحظ الأم إصابة الطفل المولود بالصفراء؟
أول شيء تلاحظه الأم اصفرار بياض عين الطفل المولود ، ثم يظهر الصفار على الوجه خاصة عند طرف الأنف ثم جسمه ويديه ثم انتهاءًا بقدميه ، وبالفحص الإكلينيكي للأطباء إذا وجدنا أن الصفراء وصلت إلى القدمين تكون غالباً قد تعدت الـ 15.
خطورة الصفراءعلى الطفل المولود:
أكثر حالات الصفراء عند الأطفال المواليد هي حالات سليمة وتزول لوحدها ولكن أحيانا إذا حدث ارتفاع شديد في قيم البيليروبين يمكن أن يكون اليرقان خطيراً جداً ويؤدي إلى تراكم هذه المادة في دماغ الطفل المولود وتأذي الدماغ وإصابة الطفل بحالة خطيرة تسمى الصفراء النووي وقد يصاب نتيجة لذلك بالتخلف العقلي والشلل الحركي.
متى تصبح الصفراء خطرا على الطفل المولود؟
تختلف قيم البيليروبين التي يصبح عندها الصفراء خطرا على المولود وذلك حسب وزن وعمر المولود ووجود حالة مرضية معينة لديه ويتم تحديد قيم البيليروبين من خلال معايرة هذه المادة بأخذ عينة من الدم وأفضل طريقة يلجأ إليها الأهل هي زيارة الطبيب وهو الذي يقرر درجة خطورة الحالة.
معالجة الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة:
الحالات الخفيفة والمتوسطة من الصفراء تزول لوحدها دون علاج خلال أسبوع أو أسبوعين. إلا أنه يمكن علاجها في البيت بتعريض الطفل المولود لأشعة الشمس ويجب أن تتوخى الحذر جيداً حيث أن جلد الأطفال المواليد يمكن أن يصاب بسهولة شديدة بحروق الشمس.
فعرضي ذراعي الطفل المولود وساقيه فقط لأشعة الشمس في الصباح الباكر لمدة 5 إلى 10 دقائق حيث تكون أشعة الشمس غير قوية. و تعريض الطفل المولود للشمس مرتين، في كل مرة 5 دقائق أفضل من تعريضه 10 دقائق في المرة الواحدة، حيث يحد ذلك من تعريض الطفل المولود المستمر للشمس.و قد ترغبين في تغطية رأس الطفل المولود بقبعة بيضاء لحماية رأسه من الشمس.
حالات الصفراء الشديدة تحتاج للعلاج في المستشفى بالمعالجة الضوئية بواسطة لمبات نيون خاصة تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معين بما أن هذه الإضاءة قد تكون ضارة بعين الطفل المولود، فيجب أن يتم تغطية عيني الطفل باستمرار.
حالات خاصة عند بعض الأطفال المواليد :
- كل صفراء تظهر منذ اليوم الأول للولادة يستدعي تقييم طبي دقيق.
- كل صفراء تستمر أكثر من 15 يوم يستدعي تقييم طبي حتى لو كان خفيفاً.
-كل صفراء تترافق مع لون أبيض لبراز الطفل المولود يحتاج لتقييم طبي دقيق