"قلعة الروم" في جنوب شرق تركيا تفتح أبوابها للسياح
كانت قلعة الروم "Rumkale"، التي تعد موطنًا لكثير من الحضارات عبر التاريخ، مركزًا مهمًا للمسيحية القديمة، حيث تُعرف بأنها كانت المكان الذي يعاد إنتاج نسخ الكتاب المقدس فيه.
تقع القلعة، التي تمتد على الحدود بين الولايتين الجنوب شرقيتين غازي عينتاب وشانلي أورفا، على تلة محاطة بالصخور في المنطقة التي تتدفق فيها المياه من مجرى ميرزيمين إلى نهر الفرات.
وتعد القلعة موطنًا لهياكل وأبنية من حضارات عدة، مثل الأورارتو، وبابل، والحضارة السومرية، والسلجوقية، والعثمانية.
كما تجذب القلعة والمناطق المجاورة لها السياح بفضل جمال طبيعتها على ضفاف نهر الفرات، وخاصة في أشهر الربيع.
ويعتقد أن جوهانز أحد حواريي المسيح استقر في هذه القلعة في العهد الروماني وأعاد كتابة نسخ من الإنجيل في غرف محفورة في الصخر.
احتُلّت المنطقة مرات عدة من قبل مختلف الأمراء البيزنطيين والأرمن خلال العصور الوسطى، وقد استُخدمت القلعة كمقرٍ لبطريرك أرمني في القرن الثاني عشر.
أقام في القلعة "كاثوليكوس" الرئيس الأعلى للكنيسة الأرمنية المعاد توحيدها، واستمرت إقامته فيها من عام 1203 إلى عام 1293، العام الذي استولى فيه مماليك مصر على القلعة، بعد أن حاصروها حصارًا مطولًا.
وقد اكتملت أعمال الترميم التي قامت بها وزارة الثقافة والسياحة في الأسوار الشرقية والغربية للقلعة، وكذلك في دير بارشافما الذي بُني في القرن الثالث عشر شمال القلعة.
وأكدت رئيسة بلدية غازي عينتاب "فاطمة شاهين" في تصريح أدلت به لوكالة الأناضول، أنه طالما كان الفرات ميزة فريدة للمنطقة عبر التاريخ. وذكرت أن البلدية تنفذ مشاريع مختلفة للهياكل التاريخية لخدمة السياحة، وأن قلعة الروم هي واحدة من هذه المشاريع.
وقالت شاهين: "إن الفرات مهمًا جدًا بالنسبة لنا، لأن عددًا كبيرًا من حضارات العالم ولدت في مناطق الفرات. وتقع قلعة الروم في منتصف الفرات، وقد أشرفت البلدية على الانتهاء من ترميمها. ويوجد أيضًا منازل بنيت قبل العصر الجمهوري وفي أثنائه، وقد اقترب اكتمال ترميمها أيضًا".