برشلونة.. 10 مليون زائر سنويا لقضاء الإجازات الموسمية
لم تعد الأوضاع الاقتصادية والسياسية وحتى الاجتماعية هاجساً أمام نمو القطاع السياحي في أي بقعة على الخريطة، بالقدر الذي تحول فيه الإرهاب إلى شبح قادر على أن ينسف في غضون دقائق، ما بنيته في سنوات طويلة جهود رسمية وغير رسمية في سبيل النهوض بالقطاع السياحي الذي يعد منجم ذهب لكثير من الاقتصادات.
أعداد السياح المتوافدين على المدن السياحية، قد يهوي من القمة إلى القاع بعملية إرهابية هنا أو هناك، بعد أن يعم الهلع والخوف وينتفي عامل الأمان الذي غدا أولوية في قائمة متطلبات السياح.
العاصمة الكاتالونية برشلونة التي تحولت في غضون سنوات إلى واحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية، والتي استطاعت بذلك استقطاب ما يصل إلى 10 ملايين سائح سنوياً، يقصدونها خاصة لقضاء العطلات الموسمية..
تلك البقعة البرشلونية بمثابة ممر إجباري للسياح القاصدين عاصمة إقليم كاتالونيا، حيث تضم مجموعة من أهم المعالم السياحية الإسبانية والأوروبية، التي تستقطب ملايين السياح سنوياً، على رأسها كنيسة التحفة المعمارية الفريدة من نوعها والتي زارها لوحدها 4.5 مليون شخص في 2016، إلى جانب بعدد زوار اقترب من 3 ملايين، إضافة إلى تواجد متحف نادي برشلونة لكرة القدم الذي يزوره قرابة مليوني شخص.
وبحسب أرقام وزارة السياحة الإسبانية، قصد معالم برشلونة الـ15 الأكثر جذباً للسياح 21 مليون شخص خلال العام الماضي، من ضمنهم إسبان في إطار السياحة الداخلية، وهو الرقم الذي يعد مرتفعاً مقارنة مع معدلات السياحة العالمية.
وظلت قبلة السياحة الإسبانية، إلى وقت قريب، إحدى أبرز الوجهات المستفيدة من تغير المزاج السياحي المرتبط بالتوترات السياسية والأحداث الإرهابية التي شهدتها مدن عدة في أوروبا وشمال إفريقيا إضافة إلى تركيا، والتي أفرزت مخاوف أمنية.
برشلونة التي يعيش فيها 1.7 مليون شخص، تحتضن في مواسمها السياحية ملايين من السياح وملايين آخرين من العابرين الذين يقصدونها لقضاء يوم واحد على الأقل، ما جعل منها المدينة الأوروبية الأكثر كثافة سياحياً، إلى جانب كونها الميناء الأوروبي الأكثر استقبالا للعابرين بحوالي 2.6 مليون شخص يومياً، رغم أن هذه الأرقام شكلت سيفاً ذا حدين، مع تصاعد حالات التذمر من السياح المحليين، بسبب الازدحام الذي يسببه الزخم السياحي لاسيما في مواسم العطلات.