على الرغم مما يؤديه العقاب من وظائف ومهام تربوية في تقويم سلوك الأبناء، إلا أن كثيرا من الآباء يسيئون استخدامه، فبعضهم لا يتركون صغيرة ولا كبيرة إلا ويحاسبون طفلهم عليها كما لو أنه ارتكب عظائم الأمور، فتراهم خلال يومهم ينتقلون من تهديد.. إلى حرمان.. إلى إيذاء بدني.. فلا تكاد تمر ساعة بغير عقاب، فيفقد العقاب قيمته التربوية، ويخلّف وراءه طفلا مشوها نفسيا وربما جسديا.
فكيف تتقن استخدام العقاب بطريقة تحقق أهدافك التربوية في تهذيب وتقويم سلوك طفلك؟
توقف لحظات
1- لا تعاقب طفلك على أخطاء عفوية غير مقصودة، كأن يقع من يده شيئا، ولكن أخبره أن يكون حذراً في المرات القادمة.
2- لا تعاقبه على سلوكيات هي جزء من نموه الطبيعي كالتبول الليلي أو مص الأصبع.
3- اسأل نفسك قبل أن تعاقبه: هل سبق أن وجهته وعلمته وصححت سلوكه هذا؛ لأنه ببساطة شديدة قد لا يكون مدركا أن ما يفعله خطأ يستوجب العقاب.
معايير العقاب
4- ينبغي أن يكون العقاب مناسبا لعمر طفلك وشخصيته وللخطأ الذي ارتكبه؛ لأن العقاب القاسي على خطأ بسيط قد يخلق منه إنسانا ضعيفا أو وحشا كاسرا، والتسامح مع خطأ فادح قد يخلق منه إنسانا لا يبالى بنتائج أخطائة.
5- اختر عقابا قابلا للتنفيذ، فلا تعاقبه مثلا بالحرمان من اللعب طوال الشهر، لأنك لن تستطيع
6- حدد بدايات ونهايات الإجراء العقابي، مثل تحديد مدة حرمانه من اللعب.
7- تجنب العقاب المهين أو الذي يترك آثارا بدنية أو نفسية (ضرب هستيري، حرق…).
8- لا تجعل العقاب مرادفا للضرب، واعلم أن
هناك بدائل يمكنك استخدامها في تقويم سلوكه، منها:
* تجاهل السلوك السلبي إذا لم يكن ضارا به.
* النظرة الحادة.
* الهمهمة والزجر.
* التعويض، أي إصلاح ما أفسده، كإعادة الأثاث إلى مكانه.
* حجزه في مكان ليس ممتعا له لمدة محددة، بمعدل دقيقة لكل سنة من عمره.
* إبدال العادة، فمن بقضم أظافره يقوم بإطباق قبضة اليد بشدة.
* الممارسة السلبية، أي يمارس السلوك السلبي بشكل متواصل لفترة طويلة، فيضطر أن يكره هذه العادة.
* حرمانه لفترة محددة من أمر محبب لديه.
* مقاطعته وعدم التحدّث معه لفترة قصيرة محددة.
عند التطبيق
9- اجعل هدفك الوحيد هو تهذيب وتقويم سلوك طفلك، وليس الانتقام منه أو تفريغ غضبك لأسباب أخرى لا تتعلق به.
10- لا تتخذ أي إجراء عقابي ضده إذا كنت منفعلا؛ لأنه ربما يكون إجراء فيه تعسف ولا يتوافق مع طبيعة الخطأ الذي ارتكبه، ولكن قل له مثلا: “سوف يكون لك عقاب ما”، ثم قدر له العقاب التربوي المناسب بعد أن تهدأ.
11- تأكد أنه مدرك للارتباط بين العقاب وسلوكه السلبي؛ وأنه يعاقب بسبب هذا السلوك.
12- ركز العقاب على السلوك الخطأ الذي ارتكبه ولا تطلق عليه أحكاما عامة (أنت غبي، أنت حيوان… إلخ).
13- تدرج في إيقاع العقاب (نظرة حادة، صوت زاجر، خصام، حرمان…).
14- التزم مع الطرف الآخر في تنفيذ العقاب حتى يؤتي أثره، فلا يعاقب الأب بحرمانه من شيء، ثم تمنحه الأم إياه.
15- احرص على ألا يكون عقابه أمام الناس، إلا إذا تعذر ذلك حتى لا يتجرأ على الخطأ.
16- تجنب تعزيز سلوكه السلبي بعد إيقاع العقاب مباشرة، كأن تشعر بالتعاطف معه وتبادر بضمه وتقبله، فهذا يفقد العقاب أثره.
17- بعد أن ينتهي الموقف بينك وبينه، احرص على ألا تترك في نفسك شيئا تجاهه، وقل لنفسك: “موقف وانتهى”، فهذا يساعدك على ألا تبني اتجاها سلبيا نحوه.(العربي الجديد)