التسول مهنة أم مرض اجتماعي؟استجداء العطف والكرم في ألكثير من المجتمعات هي الواجهة التي تستريح خلفها عمليات منظمة بشكل احترافي,
يقف عامة الناس موقف التعاطف والشفقة على المتسول حيث ان المتسولين يؤدون هذه العملية بذكاء مدروس يهدف الى استثارة المشاعر لأجل الحصول على المال الذي يخدم اشخاص يختبئون خلف الكواليس .
في الجامعات , التقاطعات , قرب المولات ومراكز التسوق وبشكل متكرر نرى (امرأة تغطي وجهها تحمل طفل ذو ثياب بالية او اطفال بعمر الزهور يحملون مناديل ورقية او شاب ذو عوق جسدي...) يروون للمارة مختلف القصص البائسة المثيرة للشفقة , السؤال هنا " هل فعلآ ان قبول التسوول كان الخيار الوحيد لجميع هؤلاء؟ فالاجابة تكمن في الاسباب الحقيقة الدافعة و هي التفاوت في الثقافة وفرص العمل ونمط الحياة وقلة الوعي مما يؤدي الى شعور الفرد بعدم الانتماء للمجتمع والهامشية و الظلم وضياع الذات والانعزال عن الحياة الحضرية و مما يولد فيه الاحباط والتذمر لجوءا الى العنف او الجريمة اوالسرقة والادمان او (التسول) بعد معاناة من التهجير و الحرمان والبطالة والنشوء في أحضان أعتادت ألطلب , ولم تكن الاسباب يومآ مبررات بل أنها فهم أعمق لتسهيل أستئصال المرض, وهنا لا نقف موقف منافي لاداء الصدقة او التعاليم التي تحث على ادراك المحتاج فغالبا ما يساء الفهم و يؤدي الى دعم هذه الظاهرة بواسطة المشاعر الدينية والانسانية بل نحن نتكلم عن جماعة تمتهن ألتسول ك وسيلة سهلة على حساب كرامتها .
لا ننكر وقوع الجزء الكبير من العلاج على عاتق المجتمع نفسه من خلال اجراءات عديدة بدءآ ب تأهيل المتسولين ب أعداد برامج مناسبة لتمدهم بالعلم والثقافة وتعليمهم الحرف والاعمال التي يكتسبون منها مالآ او توفير فرص أعمال بسيطه لهذه الجماعة وتشجيع الاستثمار وفرض العقوبات على المتسول التي تتضاعف بالتكرار, اضافة الى توعية الناس لأداء الصدقات واعطاء المحتاجين بواسطة المؤسسات والجهات الاجتماعية بدلآ من اللجوء للشارع.
ومع ضعف دورالجهات الحكومية والاجتماعية المعنية وتأخرها في التصرف اصبحت هذه الظاهرة في تطور مستمر حتى ان لها طرق ووسائل جديدة تختلف عن السبب التقليدي للتسول , فنجدهم اليوم يختارون الاماكن الاكثر جذبا ويتنافسون عليها فيما بينهم واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة أخرى لنشر حكاياتهم حتى أنهم اصبحو ينتضرون مواسم معينة يكثر فيها عطاء الناس بما فيها شهر رمضان وهذا التطور المستمر هو ما يجعلها داعية للسخرية وداء مقلق لابد من المسارعة في أستئصاله من المجتمع.
زينه