استأنف سفير قطر في إيران علي بن أحمد علي السليطي، أمس السبت، عمله في مقر السفارة القطرية في طهران، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية، وذلك بعدما أعلنت وزارة الخارجية القطرية قرار عودة سفيرها إلى إيران، فيما أكد خبراء سياسيون وأمنيّون وسفراء، خطورة هذه الخطوة في إطالة أمد الأزمة ودعم الإرهاب في المنطقة، معتبرين أنها تدخل ضمن الرعونة والمراهقة السياسية، وتؤكد أن الدوحة بدأت تتجه لمفارقة الإجماع العربي.
وذكرت وكالة أنباء «تسنيم» ووكالة أنباء «الطلبة»، وقناة «العالم»، أن السفير القطري وصل إلى العاصمة طهران، الجمعة، واستأنف عمله السبت، في مبنى السفارة القطرية في طهران، وذلك بعد ما يقرب من عامين على سحبه، احتجاجاً على اعتداء متظاهرين على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، وفق وكالة مهر، أن السفير القطري عاد إلى البلاد بعد استدعائه في «وقت سابق إلى الدوحة لإجراء مشاورات»، مضيفاً: «نعتبر عودته مجدداً إلى طهران قراراً منطقياً وإجراء إيجابياً».
وجاءت عودة السفير القطري لإيران لتُلقي بظلالها على الشارع العربي، وسط غياب الأبعاد الاستراتيجية في القرارات القطرية المشوبة بالارتباك. وعلق السفير الإيراني السابق لدى قطر، عبد الله سهرابي، على إعادة الدوحة سفيرها مجدداً إلى طهران، زاعماً أنها «خطوة تشير إلى أن الدوحة أدركت جيداً أن إيران يمكنها أن تقدّم دعماً لتسوية مشاكل هذا البلد»، وهو ما اعتبره مراقبون تصريحاً يشير إلى تنامي العلاقات المشبوهة بين البلدين، وإمعاناً من قطر في استفزاز العرب وتصعيد الأزمة.
وتطاول الدبلوماسي الإيراني في مقابلة مع صحيفة فرهيختجان الإيرانية أمس، على مجلس التعاون الخليجي، معرباً عن تصوره بوجود احتمال خروج بعض الدول من المجلس.
وأكد خبراء سياسيون وأمنيّون وسفراء، خطورة هذه الخطوة في إطالة أمد الأزمة، ودعم الإرهاب في المنطقة، معتبرين أنها تدخل ضمن الرعونة والمراهقة السياسية، وفقاً لصحيفة «المدينة» السعودية.
وأكد عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر خالد عكاشة، أن القرار له دلالات ورسائل، أبرزها إصرار النظام القطري على الانسلاخ من الإجماع العربي، ومواصلة دعم الإرهاب في المنطقة. وأشار عكاشة إلى أهمية أن تكون هناك خطوات فعالة، تهدف إلى تفكيك النظام سياسياً واقتصادياً.
ولفت الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت موسى، إلى أن النظام القطري يسير في اتجاه العناد والمكابرة، بالاعتماد على إيران، وتركيا.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أحمد القويسني، إن القرارات المتناقضة التي يتخذها النظام القطري تعمّق الأزمة.
المصدر