مكفرات الذنوب



مكفرات الذنوب
الذنوب يكفرها الله تعالى بالتوبة ، وبالمصائب ، وبالحسنات الماحية ، وبغير ذلك من الأسباب . قال ابن القيم رحمه الله : ” فالذنوب تزول آثارها بالتوبة النصوح والتوحيد الخالص والحسنات الماحية والمصائب المكفرة لها وشفاعة الشافعين في الموحدين وآخر ذلك إذا عذب بما يبقى عليه منها أخرجه توحيده من النار” انتهى والحسنات الماحية كالوضوء ، والصلوات الخمس ، والحج والعمرة ، وأعظم الحسنات : التوحيد ، كما أن أعظم السيئات : الكفر والشرك .فقد روى مسلم عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يقول الله عز وجل : ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ).و(لا إله إلا الله) : أعظم الحسنات ، وأعلى شعب الإيمان.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليهولا شك أن القائلين لهذه الكلمة العظيمة متفاوتون في مراتبهم بحسب ما يقوم بقلوبهم من معانيها.
وجاء وعد عظيم لأهل التقوى في قوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3.
والمتقي : من أدى الواجبات ، وترك المحرمات ، ويدخل في ذلك : من أذنب ثم تاب وأناب ، وكذلك من عاود الذنب ثم تاب منه ، فإن تقوى الله تعالى : فعل المأمور وترك المحظور ، والتائب الصادق ، تكفر عنه سيئاته ، وتبدل إلى حسنات ، كما قال تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) الفرقان/68- 70.
ولا يشترط في المتقي أن يكون معصوما من السيئات ، وإلا لحرم من هذا الشرف والفضل أكثر الناس ، فإن كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون ، فمن أذنب ثم تاب ، فهو من المتقين الذين يرجى لهم الوعد المذكور في الآية ، وفضل الله واسع ، والمهم أن يشغل العبد نفسه بالعمل.