اللغة
تُعرّف اللغات بأنّها أصواتٌ تُستخدم للتّعبير عن الاحتياجات والأغراض من قِبَل الشعوب
وتعدّ اللغة خاصيّةً إنسانيّة مُميّزة لما تحتويه من تَعقيداتٍ وصعوبات في النشأة والتكوين؛ فاللغة هي الوَسيلة الأفضل على الإطلاق لكلّ الشعوب في التواصل فيما بينهم والتعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم، والحفاظ على تُراثهم، وثقافاتهم. تُعرّف اللغة أيضاً بأنّها أصوات تُشير إلى أشياء مُعيّنة، ومَصدر هذه الأصوات في الإنسان هو اللسان؛ فهذا العضو هو المَسؤول عن إخراج الأصوات بالشكل المطلوب ليَنطق بها الإنسان بشكل مفهوم.
نشأة اللغة
تختلف الأقوال والنظريّات في مَوضوع نشأة اللغة؛ لأنّه ليس هنالك دليل موثوق على تاريخ بداية ظهورها وتكوّنها، ولكنّ الرأي الأقوى والغالب في هذا الموضوع هو أنّ اللغة مصدرها إلهي، وذلك عندما علّم الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام الأسماء كلها، لكن الاختلاف في التوقيت والكيفيّة، فهنالك من يقول بأنّ الله أوحى إليه ولم يُكلّمه، وهنالك من يقول بأنّ الله كلّمه وعلمه اللغة، وهنالك مذهب آخر يعتقد بأنّ من وضع اللغة هم البشر، وقد هيّأ لهم الله عزّ وجل القدرة والظروف المُناسبة للنطق بها، والكلام في نشأة اللغة؛ فهناك العديد من الدّراسات والبحوث والمؤلفات التي تختصّ بدراسة نشأة وتاريخ اللغة.
أصعب لغات العالم بالترتيب
تختلف اللغات حول العالم في أصلها وطريقة تكوينها ونشأتها؛ فبعض اللغات كثيرة الرّموز والأحرف، وبعضها قليلة الأحرف، وبعضها تَستعمل طريقة الرّسم في الكتابة؛ لذا يختلف ترتيب اللغات من حيث الصعوبة. يُمكن ترتيب أصعب اللغات في العالم على النحو الآتي:[
اللغة الصينية: تحتلّ اللغة الصينيّة المركز الأوّل على هرم أصعب اللغات التي من المُمكن تعلّمها، وتحتاج اللغة الصينية مدّةً زمنيّةً مُقدّرةً بثمانية وثمانين أسبوعاً على الأقل لتعلّمها بشكلٍ كامل تقريباً، ويعود سببُ صعوبتها إلى أنّ معنى الكلام فيها يَتغيّر تماماً حسب طريقة النطق، كما أنّها مَعروفةٌ بكونها لغةٌ مُعقّدة جداً بسبب عدد حروفها الهيروغليفية الكبير، ونظامها في الكتابة المعقّد والصعب. إنّ عدد الناطقين باللغة الصينية هو 1.2 مليار شخص، ويشهد أغلبهم بصعوبة لغتهم، وتحتوي هذه اللغة على 50 ألف حرف، ويُستخدم منها حوالي 2000 حرف، وهذا ما يجعل أمر تَعلّمها صعباً للغاية، ويحتاجُ لجهدٍ ووقت طويل جداً.
اللغة الهندية: تعتبر اللغة الهنديّة من اللغات الصعبة حول العالم، وتحتوي على الكثير من الكلمات التي يَعدّها الباحثون ذات أصول إنجليزية، ويتحدث بها أكثر من 182 مليون شخص.
اللغة العربيّة: تَتكون هذه اللغة من ثمانيةٍ وعشرين حرفاً بالإضافة لأربعِ حركاتٍ رئيسية، ويعود سبب صعوبة اللغة العربية إلى عدم اشتراك مفرداتها بكثرةٍ مع أيّ لغةٍ أخرى، وصعوبة نطق الأحرف العربية، وبلاغتها وقواعدها النحويّة والصرفية المعقدة، وقليلاً ما تَستخدم الأحرف الصوتية في كتابتها، وفيها عددٌ قليلٌ جداً من حروف العلّة.
اللغة الروسية: تُشبه اللغة الروسية من حيث النطق ومخارج الحروف اللغة الألمانية والإسبانية، لكن من تَكون اللغة الإنجليزيّة هي لغته الأم سيواجه صعوبةً بالغةً في تعلم اللغة الروسيّة نظراً للاختلاف الشديد في الأحرف وطريقة لفظها ومخارج الأصوات فيها عن اللغة الإنجليزيّة، ويتحدث باللغة الروسية حول العالم أكثر من 171 مليون شخص.
اللغة اليابانية: تُعدّ اليابانية صعبةَ التعلّم؛ وذلك لأنها تحتوي على الكثير من الأحرف والأشكال مثل اللغة الصينية، ويجب على المُتعلّم أن يتدرّب على تذكّر الأشكال والأحرف بشكل مستمر. تحتوي اللغة اليابانيّة على نظامين للكتابة؛ لذا تحتاج لجهدٍ كبير في تعلّمها، ويتحدث بها حول العالم أكثر من 122 مليون شَخص.
اللغة الكورية: تَعتمد اللغة الكوريّة على الكثير من الرموز والأحرف الصينية، وتمتاز بصعوبة بناء الجملة اللغوية، وتَصاريف الأفعال الخاصّة بها صعبة خصوصاً للناطقين بالإنجليزية، ويتحدّث بالكوريّة أكثر من 66 مليون شخص حول العالم.
تأتي بعد هذه اللغات الصّعبة الكثير من اللغات التي تَختلف بمُستوى صعوبة تعلّمها لكنّها تقل درجةً عن اللغات المَذكورة سابقاً،
وتُعدّ من اللغات متوسّطة الصعوبة، مثل:
اللغة التركية. اللغة الفيتنامية. اللغة السيبيرية. اللغة البولنديّة. اللغة العبرية. اللغة اليونانية.
من اللغات التي تعدّ سَهلةً جداً للتعلم:
الإسبانية، والإيطالية، والهولندية، والفرنسية، والبرتغالية، والنرويجيّة، والرومانية.
خصائص اللغة
اللغة هي نظام صوتي يصدر عن الإنسان للتّعبير عن مختلف المشاعر والاحتياجات الخاصة به، وهي الوسيلة الوحيدة لخلق نظام تواصل بين الشعوب، وتمتاز اللغة بالعديد من الخصائص منها:
اللغة بشرية: اللغة من أهمّ الظواهر والخصائص الإنسانية، فمنظومة الأصوات والرموز المُستخدمة في التعبير عن اللغة هي خاصّة بالبشر دون الحيوانات.
اللغة بطبيعتها مُكتسبة: اللغة لا تورث، وإنما تُكتسب اكتساباً عن طريق المجتمع والعائلة والبيئة المُحيطة بالإنسان.
ذات طبيعة صوتية: قبل اختراع الكتابة كانت اللغة عند البشر عبارة عن مَجموعة من الرموز الصوتية فقط، وتعتبر اللغة في المقام الأول أنّها نظام صوتي لذا اكتسبت هذه الميّزة منذ ظهورها.
مكونة من الرموز: اكتسبت اللغة هذه الخاصية بعد ظهور الكتابة؛ حيث أصبح الإنسان قادراً على التعبير عن الأصوات التي تخرج منه على شكل رموز، فأصبحت الرموز الصوتيّة مكتوبة ومرئية.