توصل الباحثون الروس إلى أن محاولات المواطن الروسي للخروج من الكآبة بنفسه تزيد من مخاطرها.
وقال الخبير النفسي ومدير مركز الصحة النفسية بموسكو ميخائيل هورس: "يسود الاعتقاد إلى الآن أن حالة الاكتئاب تدل على ضعف الإنسان وفشله في الحياة والمسيرة المهنية الشخصية. ولا يقف الروسي من الكآبة موقف الواقع الذي يواجهه أي إنسان. فماذا يقال لدينا عادة عن إنسان أصابته الكآبة؟ يقال إنه يشكو من حياته وإنه ضعيف وعاجز".
لذلك فإن الناس يخشون تلقي رد فعل سلبي، ويُخفون عادة نوبات الاكتئاب التي يواجهونها. إلا أنها تزداد مع مرور الوقت، ويبدأ الناس بالشعور بالضعف.
لهذا السبب، نادرا ما يطلب الروس مساعدة الأخصائيين، ويحاولون التخلص من الاكتئاب بأنفسهم. ولا تكلل تلك المحاولات بالنجاح دائما.
في واقع الأمر، يعد طلب مساعدة الخبراء أو العائلة دليلا على فاعلية الإنسان. وإذا قرر حل كل مشكلاته في آن واحد بنفسه، فإنه سيجد في نهاية المطاف حلولا أقل كفاءة، وذلك بدلا من التركيز على حل مشكلة واحدة فقط.
وهناك فرق بين الموقفين الروسي والغربي من التغلب على الاكتئاب. فوعي الإنسان الغربي يعد، في الغالب، فردي النزعة، لا يخاف من مراجعة الخبراء النفسيين لتقييم حالته، وتحديد سبل الخروج مما يعانيه. أما الشرقيون (بمن فيهم الروس)، فيتميزون بنفسيات مختلفة تماما، فالأفراد مرتبطون بالجماعة، ويصعب عليهم الابتعاد عن المجتمع وطرح مشكلاتهم أمام الآخرين، حتى وإن كانوا أطباء نفسيين.