دخل أبو شاكر الديصاني - وهو زنديق - على الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال له : يا جعفر بن محمد !.. دلّني على معبودي ، فقال الامام (عليه السلام) : اجلس - فإذا غلامٌ صغيرٌ في كفّه بيضة يلعب بها - فقال الامام (عليه السلام) : ناولني يا غلام البيضة !.. فناوله إياها .
فقال الامام (عليه السلام) : يا ديصاني !.. هذا حصنٌ مكنونٌ له جلدٌ غليظٌ ، وتحت الجلد الغليظ جلدٌ رقيقٌ ، وتحت الجلد الرقيق ذهبةٌ مائعةٌ وفضةٌ ذائبةٌ ، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة ، ولا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة ، فهي على حالها لم يخرج منها خارجٌ مصلحٌ فيخبر عن إصلاحها ، ولم يدخل فيها داخلٌ مفسدٌ فيخبر عن إفسادها ، لا يدرى للذكر خلقت أم للأنثى ، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس ، أترى لها مدبرا ؟..
فأطرق مليّا ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله ، وأنك إمامٌ وحجّةٌ من الله على خلقه ، وأنا تائبٌ مما كنت فيه .