بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
نعزي العالم الإسلامي وَصاحب الزمان أرواحنا له الفداء، بشهادة الإمام الجواد .
وَعندما تمر علينا صورة هذه الشخصية العظيمة الطاهرة تنقلنا إلى نقطة مهمة وَهي ان كثيراً من أبنائنا يعيش حالة من الشعور بالخجل وَالحياء عندما يتحدث عن نفسه بأنه شيعي إمامي، وَكآن التشيع مذهب ضعيف الحجة لا أثر له في تاريخ الحضارة الإسلامية، مع ان التشيع يملك من نقاط القوة وَمنابع الشموخ ما يكون مصدر اعتزاز وَفخر بالنسبة لمعتنقيه.
فهناك اتفاق من جميع المسلمين على ان أئمة الشيعة صفوة جامعة للعلم وَالطهارة، بينما أئمة المذاهب الأخرى محل خلاف بين المسلمين.
وَهناك تاريخ مشرق من التضحيات وَالبطولات المعطاة في ميدان حفظ الدين وَالدفاع عنه منذ يوم علي والحسين عليهما السلام إلى ما بذله أصحاب الأئمة وَأولادهم من الدماء الزاكية في سبيل المبدأ.
وَهناك وفرة من نصوص الثناء وَالمدح من قبل الرسول في حق أئمة التشيع لم ترد في حق غيرهم.
وَهناك تراث علمي ضخم من العطاء في مختلف الحقول المعرفية تدفقت عن أئمة التشيع.
وَهناك تاريخ من الوئام وَالتسامح وَإصرار من الشيعة الإمامية مدى العصور على مبدأ الوحدة وَالإخوة الإسلامية مع من عاملهم بلغة الإقصاء وَالتهميش وَمنطق النبذ وَالتكفير وَالإبادة تفعيلاً للأدب الموروث من أئمتهم ، وكل هذه نقاط قوة للمذهب الإمامي توجب الفخر وَالاعتزاز.
ويضاف لتلك النقاط صورة لامعة نيرة بمثابة القلادة الثمينة في جيد التشيع وَهي تاريخ الإمام الجواد ، فقد اتفق المؤرخون المسلمون على انه تصدى للإمامة وَهو ابن ثمان سنوات وَبز العلماء المعاصرين وَمنهم يحي بن أكثم بوفرة علمه وَسعة إحاطته بالفقه وَالتفسير مما شكل إعجازاً داعماً لإمامته وَهي نقطة مضيئة في سماء التشيع تزيده فخراً وَشرفاً.
رزقنا الله في الدنيا زيارة الأئمة الطاهرين وفي الآخرة شفاعتهم والسلام عليهم أبداً.