تشير الدراسات التربوية أن الأطفال في عمر الثلاث أعوام يبدأون بالاستيعاب المبدئي للأشياء التي تحيط بهم، حيث أن كل ما يحيط بهم يجب أن يفهموا ماهيته وكيف يعمل ولماذا؟،كما أنه يترافق هذا الأمر مع نمو الفص الأيسر من الدماغ المسؤول عن تعلم وتطور اللغة، وهنا يبدأ سيل الأسئلة التي لا تنتهي. والتي هي حقّ الطفل.


وبالنسبة للطفل المفكّر، فإنه يقوم بتوجيه أسئلة متكرّرة حول نفس الفكرة حتى يفهم المقصد، كما يحصي الأهل من طفلهم الكثير من الكلمات الاستفهامية “لماذا؟ كيف؟ أين؟ ..” في يوم واحد ومع حرصهم على الرد عليها قد ينزعجون من تكرارها.


والسبب في هذا الأمر، يقول العلماء إنّ نمواً كبيراً يحدث في هذه الفترة من عمر الطفل داخل الفص الأيسر من دماغه، حيث المراكز المسؤولة عن تطوّر اللغة، كما يضيف هؤلاء بأنّ الطفل يخزّن في هذا المكان 500 إلى 800 كلمة، ويمكنه أن يتكلم ثلاث إلى خمس كلمات في الجملة الواحدة، وعندما يلاحظ الطفل بأنّ بعض الأمور تحدث باستمرار، يبدأ بطرح أسئلته مستخدماً قدراته اللغويّة كي يفهم ما يجري من حوله.


وقد يكون الأمر مزعجاً وصعباً بالنسبة للأهل، ولكن الخبراء ينصحون بعدم كبح رغبة الطفل في طرح الأسئلة. وفي هذا السياق تقول سوزان جيلمان، الباحثة في علم نفس الأطفال في جامعة ميشيغين، موضحةً: “إنّ ما يريد الوصول إليه أطفال الثلاثة سنوات ببساطة هو الاستيعاب البدائي للأشياء وليس جذب الانتباه بكثرة طرح الأسئلة”.


وأظهرت الأبحاث أنّ الطفل في حال لم يحصل على إجابات عن أسئلته أو تمّ تجاهله، فقد يعيد طرح نفس السؤال حوالي السبع مرّات. لذلك إذا سألك طفلك: “كيف تسمع الأفاعي دون آذان؟”، وأجبته: “ربما لا يستطيعون ذلك” سيطرح هذا السؤال مرة أخرى، ولكن إذا قمت بالرد “لديهم آذان داخليّة” فسوف يمضي قدماً.