وظيفة الحوصلة المرارية الأساسية تخزين العصارة الصفراوية التى يفرزها الكبد بغرض تكسير الدهون وهضمها. تتكون العصارة الصفراوية من الكولستيرول وأحماض صفراوية وصبغات بنسبة تحافظ على الكولستيرول فى صورة سائلة، فإذا اختل هذا التوازن بدأ الكولستيرول فى التحول إلى الصورة الصلبة فى هيئة ذرات كالرمال التى قد تتحذ لتكون حصوات أكبر حجما فيما بعد.
تظل حصوات المرارة مهما تعددت واختلفت أحجامها صامتة لسنوات طويلة حتى تتحرك إحداهن لتسد مجرى القناة.
يباغت الإنسان ألم شرس فى الجزء الأيمن العلوى من البطن وقد ينتشر إلى عضلات الظهر.. الألم الحاد المستمر يضع الطبيب والمريض فى حيرة فقد يختلط وأعراض مسببات أخرى منها جلطة القلب وآلام الذبحة الصدرية وربما التهاب البنكرياس. هل للطعام علاقة بتلك الوقائع قبل أن ينهمر شلال الألم؟
حصوات المرارة مشكلة طبية شائعة لدى الرجال والنساء، وإن كانت نسبتها تزيد عند النساء لأسباب تتعلق بدورة الهرمونات واستخدام حبوب منع الحمل، ويلاحظ أيضا ارتفاع معدلاتها فى حالة السمنة وارتفاع نسبة الكولستيرول فى الدم ونمط الحياة الغذائية الغنى بالدهون.
حصوات المرارة تتكون أيضا عند اتباع حميات غذائية قاسية بغرض إنقاص الوزن بسرعة عند تفادى الدهون بصورة مطلقة، إذ إن الدهون لازمة لنشاط المرارة فأول وظائفها المساهمة فى تفتيت الدهون وإعادة امتصاصها.
• للكبد وظائف متعددة منها ما يشترك فيه مع البنكرياس والحويصلة المرارية لهضم الطعام وامتصاصه مع الأمعاء. تفرز خلايا الكبد العصارة الصفراوية أو السائل المرارى الذى ينحدر فى قنوات رفيعة تصب فى قنوات أكثر اتساعا لتنتهى إلى القناة الكبدية التى تتحد مع قناة الحويصلة المرارية لتكونا معا القناة المرارية الرئيسية التى تتحد بدورها مع قناة البنكرياس لينتهيا معا فى الاثنى عشر والأمعاء الدقيقة.
يفرز الكبد يوميا نحو نصف لتر من السائل المرارى ينحدر بعض منه مباشرة للأمعاء الدقيقة، لذا فاستئصال المرارة لا يعنى تعطيل هضم الدهون بصورة مطلقة بينما تستقبل الحويصلة المرارية معظمه لتقوم بتركيزه بامتصاص معظم الماء منه ثم تعيد إفرازه للاثنى عشر أثناء تناول الطعام.
تلك العصارة الهاضمة تؤدى دورا فاعلا فى هضم الدهون وتفكيكها حتى يسهل امتصاصها فى الأمعاء.
• ما دور الطعام فى تفادى الألم وتكوين الحصوات؟
ــ للطعام دور مؤثر وإن كان غير مباشر فى تكوين حصوات المرارة وبالتالى حدوث الألم والعكس بالطبع صحيح.
طعام غنى بالدهون والكولستيرول، عالى القيمة فى الكربوهيدرات قليل الألياف طعام مثالى لتكوين الحصوات.
حمية غذائية تعتمد على تفادى الدهون تماما أيضا لها نفس الأثر الداعى لتكوين حصوات المرارة المؤلمة.
يبدأ تكوين الحصوات فى المرارة حينما يختل توازن السائل المرارى فيتحول الكولستيرول من الصورة السائلة إلى الصلبة فى شكل بلورات إبرية دقيقة تتحد فيما بينها لتكوين حصوات أكبر ٨٠٪ من تلك الحصوات قوامها الكولستيرول أما الباقى فيتكون من الكالسيوم وأملاح مختلفة أو صبغة البليروين.
لا علاقة للكولستيرول السارى فى الدم بذلك القدر الذى يدخل فى تكوين الحصوات وإن كان العامل الأساسى فى تحريك الألم يبدأ بوجبة من الطعام غنية بالدهون تحفز الحويصلة المرارية على العمل وإفراز سائلها المرارى.
على الرغم من أن هناك حالات عديدة من تراكم حصوات المرارة تكتشف بالمصادفة عند إجراء أى فحوصات تستخدم فيها الأشعة فإن اللافت للنظر هو ذلك العدد القليل نسبيا الذى يدعو للاهتمام نظرا لعنف الألم الذى ينتاب الإنسان حينما تواتيه أزمة المرارة.
الانتباه إلى نوعية الطعام وما يأكله الإنسان بلاشك له دور فعال فى ألا تتطور تلك الحالات الصامتة والتى لا تعلن عن نفسها بالألم إلى حالات مؤلمة تستدعى التدخل. أيضا يقى من اكتمال البيئة الملائمة لتكون الحصوات وتراكمها فيما يهدد الإنسان مستقبلا.
• مراجعات واجبة فى نمط الغذاء
ألم حصوات المرارة على قسوته لا يظل العرض الوحيد الذى يعانى منه الإنسان إنما أيضا أعراض اضطراب الجهاز الهضمى وخلل وظائفه. الرغبة فى القىء، نوبات الإسهال، تجمع الغازات فى الأمعاء، الحمى أحيانا والإحساس بالرعشة الداخلية كلها أعراض تسبق ظهور اصفرار بياض العين الذى يؤكد التشخيص.
من المعروف أن تلك الأعراض تبدو أكثر حدة فى السيدات. ارتفاع نسبة الإصابة فى السيدات يعود لنشاط دورة الهرمونات. هرمون الاستيروجين الأنثوى يستنفر خلايا الكبد للتخلص من الكولستيرول فيها فيستقر بصورة أكبر فى السائل المرارى لتبدأ دورة تكوين الحصوات.
• راقب الدهون المشبعة والكولستيرول فى غذائك
أول ما يجب الالتفات إليه هو تفادى الدهون المشبعة والكولستيرول فى وجبات الطعام السابقة الإعداد ومنها كل ما تنتج سلاسل الطعام السريع مثل الهامبورجر والبطاطس المقلية وكل ما يجاورها من حلوى وجاتوه ودونت. إلى جانب تفادى منتجات الألياف كاملة الدسم من الجبن والزبد والقشدة واللحوم الحيوانية بشحومها وصفار البيض والجمبرى.. يمكن بالطبع انتقاء قطع اللحم قليلة الدهون والاعتماد بصورة أكبر على الأسماك بأنواعها فحتى المدخنة منها مفيدة.
زيت الزيتون أحد أفضل الزيوت التى يمكن تناولها خاصة فى أنواع السلطات المختلفة. زيت الكانولا، زيت الفول السودانى أيضا فكلها زيوت أحادية غير مشبعة.
الأفوكادو، اللوز، البندق، الفستق والسودانى كلها أيضا مصدر جيد للدهون الأحادية غير المشبعة.
• ابحث دائما عن الألياف
زيادة نسبة الألياف أمر صحى تماما فى حالة تراكم حصوات المرارة إذ إن الألياف تتحد بالكولستيرول قبل امتصاصه كذلك الصفراء فى الأمعاء لتخرج بهما مع الفضلات.
من الألياف المفيدة التى لا تذوب فى الماء القمح الكامل الذى لم يخضع لعمليات تقشيره وتبييضه وما يلازمه من ردة، أيضا الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والمعجنات (المكرونة).
الفاكهة بأنواعها والخضراوات، المكسرات والبذور كلها مصادر غنية بالألياف، العدس، الفاصوليا، اللوبيا، الحمص من البقوليات مصادر للألياف يمكن أيضا الاعتماد عليها لقيمتها الغذائية العالية والمفيدة أيضا.
• تفادى الكربوهيدرات المصنعة والسكر الأبيض
تفادى النشويات أو اختصار قدرها فى الطعام إلى جانب فائدته فى تفادى تكوين الحصوات أمر صحى فى غذاء متوازن. زيادة تناول السكر تؤدى لزيادة إفراز الإنسولين الذى بدوره يعمل على تحفيز زيادة تركيز الكولستيرول فى السائل المرارى الأمر الذى يمهد لترسبه لاحقا.
خمس ملاعق صغيرة من السكر للمرأة فى اليوم قدر كاف منه لا يجب تجاوزه يزيد إلى تسع ملاعق للرجل.
ملعقة صغيرة من السكر توازى أربعة جرامات.
يمكنك بالطبع استبدال المشروبات الغازية والسكرية والعصير المركز بالماء فلا تنس أنها محسوبة فيما يجب أن تعتبره سكرا.
اختر للإفطار السيريال الذى لا يزيد فيه السكر على ٦ جرامات للمقدار الواحد.
أضف لقائمة طعامك دائما الأرز البنى، المكرونة المصنوعة من القمح الكامل، الشوفان، الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
• احتفظ بوزن صحى ملائم لنشاطاتك
الاحتفاظ بوزن صحى هو حجر الزاوية فى كفاءة أجهزة الجسم كافة فى العمل بصورة طبيعية. انقاص الوزن يجب أن يتم بصورة متدرجة صحية ونسب صحيحة. نقصان الوزن باستخدام حمية غذائية قاسية كتلك التى تقترحها مجلات الموضة أحيانا فيه خطورة غير محسوبة.
إنقاص الوزن باتباع حمية غذائية يجب أن يرتبط دائما ببرنامج رياضى بسيطة يحفظ على العضلات إيقاعها.
• هل تتناول فيتامين «جـ» بقدر كاف؟
فيتامين «جـ» يساهم فى تحويل الكولستيرول فى الحوصلة المرارية إلى أحماض تفرزها المرارة. غياب فيتامين «جـ» يسهل بقاء الكولستيرول على حالته راكدا مما يمهد لتحوله إلى حصوات.
البرتقال، الجريب فروت، الكيوى، الكنتالوب، الفراولة، البروكلى، القرنبيط، الطماطم، الفلفل الرومى الملون مجموعة من الفواكه والخضراوات التى تتيح قدرا عاليا طازجا من فيتامين «جـ».
• احرص على قدر كافٍ من الكالسيوم والماغنسيوم
الكالسيوم والماغنسيوم عنصران لهما القدرة على الاتحاد بالأحماض التى تفرزها المرارة لتخلص الجسم منها بدلا من تراكمها. فى الحرص على قدر كاف منها وقاية من تكوين الحصوات إلى جانب فوائدهما الأخرى العديدة.
اللبن، الزبادى، الجبن، معلبات السردين والسالمون، التين المجفف، اللوز.. مصادر غنية بالكالسيوم بينما يعلو قدر الماغنسيوم فى الفاصوليا، الحمص، الصويا، اللوز، الكاجو، بذور عباد الشمس، الزبادى، القمح المبرعم.