تمتع بمشاهدة ” قصر الباهية ”
قصر الباهية هو تحفة معمارية تزين العاصمة المغربية مراكش ويعد من أهم الأماكن السياحية هناك ، حيث أنه يحمل بين جدرانه قصة حب أقرب لأساطير الإغريق مازالت حتى اليوم تحكى مع كل زيارة للقصر على ألسنة الزائرين الذين يأتون من كل مكان في العالم لزيارة هذا الصرح العظيم الذي يجسد عظمة المعمار الأندلسي.
تاريخ القصر
يرجع تاريخ بناء القصر إلى فترة حكم الدولة العلوية منذ حوالي 150 عام على يد الوزير أحمد بن موسى والذي كان مسير شؤون الدولة في ذلك الوقت حيث كان ولي العهد ولي بن عبد العزيز بعد أن توفى الملك الحسن الأول لا يتجاوز عمره الـ 12 عام ، بالتأكيد إذا ذهبت لزيارة القصر سوف تنبهر بالمعمار الرائع والمنقوشات اليدوية التي تملئ أركان القصر ، ولكنك ستلاحظ أن القصر مكون من دور واحد فقط ، ويحكى أن الوزير أحمد بن موسى الذي أشتهر بلقب الصدر الأعظم كان بدين للغاية ، ولا يمكنه الصعود لأدوار مرتفعة ولذلك بنى القصر بمساحة 22 ألف متر مربع ، واستغرق بناء القصر 16 عام متواصلة.
القصر من الداخل
رغم المساحة الكبيرة للقصر إلا أنه لا توجد به أي شرفة تطل على الخارج ، فكل الشرفات ترى الحديقة فقط ، ولا يمكنك رؤية المكان المحيط بالقصر ، ويضم القصر خمسة مباني تطل على ثلاثة حدائق ، وقسم الصدر الأعظم هذه الحدائق على أن تكون حديقة لزوجاته وأخرى للجواري والآخية لها بمفرده ، ومن أكثر الأشياء روعة في قصر الباهية أسقف القصر التي يبلغ عددهم سقف150 تم صنعهم من خشب الأرز المزخرف بطريقة يدوية بالكامل ، وتم طلاء كل الأسقف والجدران بالألوان الطبيعية المستخلصة من الحنة والرمان والزعفران.
ويحتوي القصر على ثلاث قاعات استقبال للزائرين ، وقسمهم الوزير قاعة للعرب وأخرى لليهود والثالثة للبرابرة ، وعلاوة على ذلك تتميز غرف القصر بالمساحات الكبيرة والزخارف المميزة ، كما أمر الوزير بنقش لفظ الجلالة في أركان جميع الغرف ، كما توجد ثلاث ممرات في القصر ، ممر لزوجات الوزير وأخر للجواري وممر منفصل تماماً للحرس.
كما أن جميع أرضيات القصر بالكامل كانت من الرخام الذي تم استقدامه من إيطاليا ، ولكن للأسف رغم روعة هذا القصر واهتمام أبو الصدر بكل تفصيله إلا أنه لم يسكن به ، ولكنه توفى قبل الانتهاء من أعمال البناء به ، والمفارقة أنه بعد سنوات من وفاة الصدر الأعظم وبعد وفاة الوزير قام الحاج التهامي كلاوي ببناء طابق علوي للقصر وسكنه المارشال الفرنسي لويس إيبير ليوطي حتى عام 1934 ، وأدخل عدد من الأغراض الحديثة التي تختلف بشكل كبير مع طابع القصر ، مثل التلغراف والهاتف ومروحات التهوية 1934 ، حتى أصبح مزار ثقافياً في عهد العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني.
لماذا سمي قصر الباهية بهذا الاسم
كان للوزير الصدر الأعظم 4 زوجات و24 جارية إلا أنه أطلق عليه اسم الباهية وهو اسم أحب الزوجات إلى قلبه ، وكانت غرفة الباهية مميزة عن باقي غرف الزوجات الأخريات ، حيث تم تزينها بالفسيفساء الملون ، ومازال القصر حتى اليوم يشهد على قصة حب الصدر الأعظم لزوجته.
أفلام عالمية تم تصويرها داخل قصر الباهية
مع بداية اتجاه صانعي السينما في هوليوود إلى المغرب العربي لتصوير مشاهد أفلامهم بين نقشات الحضارة الأندلسية وصحراء المغرب العظيمة ، كان لقصر الباهية نصيب من ذلك ، حيث تم تصوير عدد من الأفلام العربية والعالمية هناك مثل فيلم (كازابلانكا) وفيلم (علي بابا ) وأفلام أخرى.
معجزة قصر الباهية
وتعد المعجزة الحقيقة الخاصة بقصر الباهية أنه لم يخضع لأي شكل من الترميم منذ تم تشيده حتى يومنا هذا ، مما يعني أنك عند زيارته ستشاهد الألوان التي تم طلائه بها منذ يوم تشيده مما يجعل القصر يحتفظ بجماله وروح صانعيه ولمساتهم حتى اليوم ، ولذك تعد زيارته بمثابة إبحار في الماضي بمعنى الكلمة.