TODAY - 02 August, 2010
حرب 2003 أثارت جدلاً ومعارضة شديدة حول العالم:
واشنطن تستعد لمغادرة العراق بعد عقدين من "عاصفة الصحراء"
قبل عشرين عاما غزت قوات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت ما أطلق شرارة تحرك عسكري أميركي بدأت نهايته تلوح في الأفق مع إعداد القوات الأميركية العدة للانسحاب من العراق.
واشنطن: أدى قرار "غير حكيم" من قبل صدام حسين باجتياح الكويت الى رد عسكري قادته الولايات المتحدة اخرج الجيش العراقي من الكويت، استتبع بسنوات من التوتر العسكري بلغ ذروته بغزو اميركي للعراق قبل سبع سنوات.
وحظيت حرب الخليج 1990-1991 والتي سميت "عاصفة الصحراء" بدعم كبير من المجتمع الدولي ولا سيما الدول العربية، بينما اثارت حرب العام 2003 جدلا ومعارضة شديدة حول العالم. وتمكن نظام صدام حسين من الصمود بعد حرب اولى ساهمت في ارساء الارضية لحرب ثانية كانت لها تأثيرات اوسع على توازن القوى في الشرق الاوسط.
ومع الانسحاب الاميركي التدريجي من العراق في 2011 بموجب اتفاقية امنية، تشهد البلاد جدلا حادا بشأن التركة الاميركية. وتطال الانتقادات الثمن الباهظ للخسائر البشرية والضرر الذي لحق بصورة واشنطن في الخارج. ويقول مايكل اوهانلون من مركز ابحاث جمعية بروكينغز "ثمن سياستنا (الاميركية) كان باهظا جدا - اكبر مما كان مقدرا وربما اكبر من الفوائد التي سنجنيها".
ويضيف "لكن هناك فوائد ضخمة وفوائد ضخمة محتملة". ومع الاطاحة بنظام صدام حسين باستطاعة الولايات المتحدة النظر للعراق كحليف لها على الرغم من الانقسامات الاتنية والطائفية التي تعصف به. علاوة على ان الولايات المتحدة تمكنت من التخلص من مصدر قلق هام بالنسبة اليها كان متمثلا بوجود دكتاتور خطير في المنطقة معاد لها ولحلفائها.
في المقابل يقول ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية ان رؤية الرئيس الاميركي السابق جورج بوش لعراق جديد وديموقراطي يغير وجه الشرق الاوسط تبدو غير واقعية وساذجة. ويعتبر بيدل ان نهاية النظام الدكتاتوري لصدام حسين كشف الغطاء عن مجموعة توترات بين الاكراد والعرب والسنة والشيعة.
ويتساءل بيدل عن جدوى السياسة الاميركية في المنطقة طارحا علامة استفهام حول ما اذا كانت النتيجة "عكس ما كنا نأمله". ويتابع بيدل ان افضل ما يمكن للولايات المتحدة ان تأمله بالنسبة للعراق هو عراق "مستقر".
ومن النتائج غير المقصودة للاطاحة بنظام صدام حسين فقد ساهم القضاء عليه في تعزيز قوة ايران، التي تجهد في ترسيخ علاقاتها مع الاحزاب الشيعية الكبرى. وبالنسبة للجيش الاميركي، فان العراق بقيادة صدام حسين كان يشكل الاولوية على مدى عقدين.
وقد جاء الانتصار (الاميركي) الحاسم في حرب الخليج الاولى بمثابة انجاز يمحو اشباح حرب فييتنام حيث تمكنت الاسلحة المتطورة من القضاء سريعا على الجيش العراقي. ويقول الكولونيل المتقاعد ديفيد جونسون الذي يعمل محللا في منظمة "راند" ان حرب الخليج جسدت "طائر الفينيق الذي ينبعث من رماد فييتنام".
وعلى الرغم من عودة ثقة الشعب الاميركي بقدرات جيشه، فان نجاح 1991 قد يكون ادى بادارة الرئيس بوش الى ثقة زائدة سبقت غزو 2003، تضاف الى قصور في التخطيط لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدام حسين.
ومع تفشي اعمال العنف الطائفية بعد الغزو، قام بوش بارسال المزيد من القوات الاميركية، حيث تبنى قادة الجيش الاميركي مقاربة مختلفة، تستند الى عقيدة مكافحة التمرد التي كانت اسقطت بعد حرب فييتنام. ويقول بيدل "لقد تطلب الامر قوة عظمى بكامل طاقتها للسيطرة على الوضع".
وتطلبت الحرب في العراق مشاركة جميع المتطوعين في القوات الاميركية ما اخضع القوات المسلحة لضغوط غير مسبوقة. كما القت الحرب في العراق بثقلها على المواجهة مع طالبان في افغانستان، حيث وصف باراك اوباما خلال حملته الانتخابية النزاع في العراق بانه يشكل الهاء عن الحرب ضد القاعدة وشركائها. وبعد تسلمه الرئاسة الاميركية ورث اوباما اتفاقية امنية مع بغداد تدعو لخروج القوات الاميركية بنهاية 2011. وهو امر القوات الاميركية بتخفيض عديدها في العراق الى 50 الف جندي بحلول ايلول/سبتمبر.
ولا يزال من المبكر تقييم تداعيات الحرب في العراق، بالرغم من ان معظم المحللين يصفون غزو 2003 بالكارثة الغير الضرورية التي اثرت سلبا على النفوذ الاميركي، وبخاصة في الدول الاسلامية. ويعتبر محللون ان اي تقييم عليه ان ياخذ في الاعتبار ما كان سيحدث لو لم يحصل الغزو الاميركي.
ويرى بيدل ان جهود صدام حسين للحصول على السلاح النووي كانت للتواصل دون هوادة. ويقول بيدل "هناك اسباب تدعو للتكهن بانه (صدام حسين) كان ليكون في نفس موقف ايران اليوم"، التي يشتبه الغرب في سعيها للحصول على السلاح النووي.
alalem