من ابرز سمات القرن الحادي والعشرين
هي ظاهرة الدين التجاري او تجارة الدين
فعلى مستوى دول وانظمة حاكمة
يتم تبني فكرة الدفاع عن الدين لضمان الولاء لهذه الانظمة عبر الولاء للدين ورجاله
وربما قرر النظام الحاكم تولي رعاية مذهب ما ليكسب في صراعه مع نظام حاكم آخر في دولة اخرى تبنى مذهبا مخالفا
وقد يكون العداء السياسي بين نظامين من مذهب واحد فيتبنى احدهما نهجا متشددا
وقد برزت حركات سياسية في مجتمعاتنا تتبجح بالدين وتحاول ان تجنده لخدمة اهدافها عن طريق الفتوى(السلاح الاثقل) وتكفير الآخر
واحتضان فكر ديني معين ورعايته لضمان موالاة تابعيه لهذا الحزب او ذاك وربما اصبح تأييد بعض الاتجاهات الدينية الزاما على فئات معينة وسط التخندقات فتجد نفسها موصومة به وربما مجبرة على الانتماء اليه او على الاقل محاباته فيما بعد , والانكى من ذلك ان يتبنى النظام او الحزب
سياسة الدجل والمراءاة وبث (الجهل المقدس) الذي لا يمكن ان يمس والا فان محاكم التفتيش بانتظار من يتطاول عليه
وعلى الصعيد الفردي تجد هناك الكثيرين
ممن تبنوا النهج الديني ربما المتشدد احيانا لتحقيق مصالح شخصية ومادية على الاغلب او لرسم صورة لانفسهم توحي بالورع
والتقوى بينما اتخذه اخرين مادة للسفسطة والجدل ليس في محاولة لاثبات اي شي انما فقط لاجل الجدل الذي يكون عقيما على الاغلب
في النهاية اصبح هناك دين مشوه
لا تعرف له معالم محددة وموحدة فتارة هو ملتحي واخرى معمم او حافي القدمين وثالثة يكفرك ورابعه يبيح ما حرم الله
اويحرم الحلال و يستند على رؤى ومصادر عفى عليها الزمن ونسخت او يستند لروايات لشخصيات مشكوك فيها وحتى في وجودها
او يستند الى آيات مجتزئه من الكتاب الكريم يصبح الحكم فيها مغايرا عندما تستند لنصفها او جزء منها
ثم يأتي الآخرون .... المتربصون
ليثيروا جموع المسلمين المتعددة المنقسمة الى اجزاء مختلفة ومتخالفة
فيصنعوا بالونا كبيرا ليفجرو هذه الجموع بالمساس بمعتقد اساسي ومشترك لجمع هذه الفرق
حتى تغلي الجموع والفئات وهنا تدخل الابواق على الخط لتؤدي دورها في مسرحية ( تسييس الدين )
وهذه الابواق كثيرة منها فضائية ومنها عنكبوتية ومنها مخدوعة موتورة
ليتحول الصراع الى انتقاد وعداء وتكفير لمواقف الآخرين حتى تضيع القضية الاساسية وسط الهرج والمرج
وتستفيد السياسة من الموقف لتؤجج الشارع الديني باتجاه معركتها وفي مواجهة خصومها لتسقيطهم والتنكيل بهم
وربما اصدرت فتاوى بعد ان تلكع النفوس والقلوب
تحرم فيها اخذ اناس بجريرة اناس وتؤكد على اخوة الدين لكن بعد ان تركت في النفوس
الكثير
فلا ادري الى اين يذهب الدين
هل سيعود غريبا كما كان اول الامر ؟