.
..
...
أشتهي أن يحدث شيئاً غريباً هذهِ الليلة
الليلة التي يغادر فيها لساني فمي
الليلة التي يغادر فيها فمي وجهي
الليلة التي يغادر فيها وجهي رأسي
الليلة التي يغادر فيها رأسي جسدي
جسدي الذي لايعرف كيف يغادر روحي ..
أشتهي أن اتخلص من هذا الوهم العميق
الذي يتثأب بي منذ عشرون نعاساً
مثلاً أن يخرج أحد ويفضحني أمامكم بأنني قتلته وسرقت قصائده
هي .. هي كيف يخرج الميت ؟!
لا أعلم لكن عليه أن يخرج فالحقيقة تتطلب ذلك ..
أشتهي أن يكون الموت بيدي هذه المرة بيدي اليمنى
استطيع مسك صورة قديمة وازجها في عيني
وبيدي اليسرى اجرُ عزرائيل من قميصه لياخذ كل الرؤيا
الرؤيا التي لا تعرف كيف تغادر عيني حتى في الظلام هذه طريقة جديدة للانتحار بدل من وضع الرقبة على حبل او وضع المسدس على الجمجمة
واحداث ضجة كبيرة
انا لا أرغب بفضح نفسي بأنني انتحرت وبعدها يأتي الحمقى ليقوموا بنشر كتاباتي فاقدة الذاكرة التي سرقتها من تلك الجثة
أشتهي هذه الليلة بتقطيع السر الكبير الذي لم أجد له بئراً يبتلعه
و اوزعهُ على الذئاب حتى و إن لم تهتم به بسبب تعفنه
فانا من المستحيل أن اعطيهُ ل ليلى لانها سوف تعيده طازجاً يشتهي كل بئر ان يتناوله
أشتهي هذه الليلة بمغادرة المدينة التي فتحت جسدها لي بمفتاح صغير كتب عليه ' أحبك '
أريد أن امارس دور الخيانة مثل آدم الذي خان ربه و أولاده
و أريد أن ارى كيف تكتب المدن الطيبة قصائد على
فراق ساكنيها ؟
أريد أن استمع ماذا يقول عزرائيل عندما تسبقهُ اليد لأخذ الروح بدلاً عنه
أريد أن أفهم كيف للجثث أن تكتب كل هذا ؟
مصطفى گمر