وماذا عن باريس سان جيرمان؟
لا حديث هذه الأيام في كل وسائل الإعلام إلا عن الإنتقال المحتمل لنجم برشلونة نيمار إلي باريس سان جيرمان وأن إدارة نادي عاصمة النور على إستعداد لعمل أي شىء ودفع الشرط الجزائي الفلكي في عقد البرازيلي لينتقل إلى ملعب حديقة الأمراء.
وبالرغم من أن ضم الساحر نيمار يعد حلما لأى فريق في العالم لأنه ببساطة هو مستقبل الكرة العالمية وسيكون في القريب العاجل أفضل لاعب في العالم بلا منازع. ومع أن إدارة النادي الباريسي لم تدخر جهدا أو مالا لإنجاح مشروعها الطموح في وضع النادي في مصاف العمالقة الكبار في أوربا إلا أن تصويرها في صورة المتلهف المندفع الذي لا يتحدث إلا بلغة المال أمر مجحف لإدارة واعية تعمل وفق خطة مدروسة وتنتدب الكوادر والكفاءات من شتى بقاع العالم طلبا للنجاح كما فعلت مع الهولندي باتريك كليوفرت عندما عينته مديرا رياضيا للنادي أو عندما جلبت المدرب أوناي إيمري سعيا وراء لقب دوري الأبطال.
وبادئ ذي بدء على الرغم من أن تلك التكهنات تملأ وسائل الإعلام شرقا وغربا منذ فترة ليست بالقصيرة فإنه لم يصدر تصريح واحد من الإدارة الباريسية لا بالتأكيد ولا بالنفي. وهذا في حد ذاته قمة الوعي والإدراك لطبيعة الكرة العالمية لأنها لو كانت مهتمة بضم اللاعب الأن فهي تعمل بهدوء وحذر لأنها تحضر لأقوى وأهم صفقة في تاريخ كرة القدم وبالتالي فإن السرية هي العمود الفقري لإنهاءها كما أن اللاعب متعاقد ولا يجوز أن يكون هناك مفاوضات مباشرة معه.
وإذا كان الأمر مجرد شائعات والصفقة صعبة المنال الأن فليس من المعقول أو المنطقي أن تصادر على حدوثها في المستقبل بالنفي فمن هو النادي الذي لا يرغب في التعاقد مع هذا الساحر يوم ما أو يجرؤ على التصريح بذلك؟
أما في موضوع الشرط الجزائي فقد قيل فيه كل شيء من أكثر الكلام عقلانية إلى أقصى درجات الهزل لدرجة أن أحد المواقع العربية كتب أن البي إس جي سيعطي نيمار المال ليدفعه هو ويتغلب النادي على قانون اللعب النظيف وكأن من يدير النادي ساذج أو أن هذه الصفقات لا يتم التدقيق فيها قانونيا وكأنه لم يسمع عن القضايا التي صاحبت إنتقال اللاعب إلى برشلونة والمثارة حتى الأن والتي أطاحت برئيسه السابق ساندرو روسيل.
ولو كانت إدارة النادي تتعامل بهذا المنطق الساذج لفعلته مع الأرجنتيني أنخيل دي ماريا من قبل حين أرادت التعاقد معه من ريال مدريد ولم تتركه يذهب إلى مانشستر يونايتد في ذلك الحين بسبب نفس القانون. أو كانت من الأصل طبقت ذلك مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عندما سرت إشاعات برغبتها في ضمه.
في النهاية يجب التأكيد أنه وبصرف النظر عن حدوث الصفقة من عدمه فإننا هنا بصدد الحديث عن إدارة واعية ومحترفة تعلم تماما ما تفعله وتعي أكثر ما يجب أن لا تفعله.