نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر، اليوم السبت، تقريرا يفيد بأن الرئيس دونالد ترامب ومنذ خوضه غمار الحياة السياسية، تجد واشنطن صعوبةً في فهم أسباب انجذابه الغريب لرجل الكرملين القوي.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن تصميم الرئيس على تجنب التفوه بأي شيء ضد بوتين أو حتى انتقاده من بعيد بات واضحاً للعيان يوم الخميس الماضي، عندما تصبب عرقاً بعد سؤاله عن رأيه في قرار الرئيس الروسي الذي طالب السفارة الأميركية بخفض عدد موظفيها بحوالي النصف، وبدلاً من الاعتراض، عبر ترامب عن امتنانه.
وقال ترامب للمراسلين في نادي الغولف الخاص به في بلدة بدمينستر، "أريد أن أشكره لأننا كنا نحاول خفض حجم رواتب الموظفين، من وجهة نظري، أنا ممتن لأنه طالب بمغادرة العديد من الأشخاص، إذ أصبحنا ندفع رواتب لعددٍ أقل من الموظفين، ليس هناك مبررٌ لعودتهم، أشعر بالعرفان لحقيقة أنهم تمكنوا من خفض عدد موظفينا من أجل الولايات المتحدة، إذ سنوفر الكثير من المال".
وافترض كثيرون على موقع تويتر أن هذا الاقتباس مأخوذٌ عن الصحيفة الساخرة "ذي أونيون"، والتي تنشر أخباراً مستوحاة من عناوين الصحف، تسخر خلالها من الرؤساء والسياسيين عن طريق المبالغة في تقليد سماتهم المعروفة.
لكن حتى هذه الصحيفة المُتمرِّسة في السخرية وجدت صعوبةً في مجاراة أحداث اليوم المُحيرة.
وخلال حديثه مع المراسلين مرة أخرى، أمس، قال ترامب أن تعليقه خلال اليوم السابق كان يقصد به السخرية فقط، لكنه لم يعبر عن أي انتقادٍ لبوتين أيضاً ولم ترد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي على السؤال المطروح عن أسباب عزوف ترامب عن فعل هذا. ولطالما عبر ترامب عن إعجابه ببوتين رغم أن السياسيين الأميركيين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يستنكرون لجوء الرئيس الروسي إلى إثارة حرب انفصالية في أوكرانيا، محاولاً زعزعة استقرار الغرب.
وخلال السنوات السابقة لانتخابه، امتدح ترامب مراراً بوتين، واصفاً إياه بـ "اللطيف للغاية" و"القائد القوي" الذي يقوم "بعملٍ رائع". وعندما سأله المراسلون عن قتل بوتين للعديد من قادة المعارضة والصحفيين، رفض ترامب هذه الاتهامات قائلاً إن الولايات المتحدة نفسها تورَّطت في أعمال قتلٍ، بحسب نيويورك تايمز.
وجاء تعليق ترامب الأخير بعد أسبوعٍ واحد فقط من نشره تغريدةٍ على موقع تويتر، يلقي خلالها باللائمة على الكونغرس لتدهور العلاقات مع موسكو بسبب تمريره لعقوباتٍ جديدة على موسكو.