عند النظر إلى أي مولود جديد نسرح في عينيه ونتوه في عظمة الخالق سبحانه وتعالى التي تجلت في هذا المخلوق البريء الذي يسقط علينا شعوراً جميلاً ومرضياً للغاية بمجرد النظر إليه،حيث أنه حقيقي وفعال ومؤثر للغاية هذا المثل الرائع فالعين تهيم عشقا في الجمال، وتطيل النظر في كل ما هو جميل سواء أشياء أو أشخاص، وهو أمر يتشابه في الكبير والصغير.
وعليك أن تعلمي عزيزتي الأم أن مولودك وعلى الرغم من نعومة أظافره يستطيع أن يحفظ وجوه معينة دون الأخرى، وليس ذلك فحسب، بل أنها تظل عالقة بذهنه لفترات طويلة جدا وقد لا ينساها أبدا مهما مر عليه من الوقت.
وأثبت الدراسات والبحوث العلمية التي أجريت في هذا الموضوع أن المواليد الجدد يمعنون النظر إلى الأشخاص ذوي الوجوه الجميلة الجذابة ويقضون وقتا طويلاً في النظر إليهم، في حين يقل الوقت المستغرق من قبلهم في النظر إلى الأشخاص ذوي الوجوه الأقل جمالاً، كما تم التوصل لهذه النتيجة الرائعة من خلال دراسة أجراها الباحث البريطاني آلانسالتر، وزملاؤه في جامعة إكستر على 100 طفل من حديثي الولادة تتراوح أعمار هذه العينة من الأطفال ما بين يوم إلى 7 أيام، وتم عرض صور لوجوه مختلفة عليهم، ثم تم إختيار عينة أخرى للبحث من حديثي الولادة الذين لم يخرجوا من المستشفى بعد.
وقام فريق الباحثين بتصوير وجوه بعض النساء الجميلات المتطوعات اللاتي تم تقييم جمالهن من واحد إلى خمسة، إضافة إلى توفير الباحثين لمجموعة من الصور الأخرى التي تخص وجوه أقل جمالاً من الأولى، وتم عرض صورتين على الأطفال كل مرة، صورة للوجه الجميل، وأخرى للوجه الأقل جمالاً.
وهنا كانت المفاجئة، فبعد أن تم رفع المواليد على مسافة تبعد ثلاثين سنتيمتراً من الصورة، وبعد أن تم عرض الصورتين على المولود، تبين للباحثين أنه يطيل النظر في الصورة الجميلة وهو ما لا يحدث في حال الصورة الأقل جمالاً، وهو الأمر الذي يثبت دور الجمال في حفظ الوجوه والذي لا يتأثر بعامل العمر إذ أمكن للمواليد الجدد أيضا إمعان النظر في الوجوه الجميلة وحفظها.