TODAY - 01 August, 2010
متحدث باسم الشرطة: نصادر المشروبات الروحية لكننا نرفض حمل اي جهة للسلاح للنهي عنها
اعتقال 20 من «السيافين» في الناصرية بعد صدامات مسلحة.. والمحافظ السابق يرجح ارتباطهم بـ «اليماني»
رجلا امن يحيطان بمشتبه معصوب العينين اعتقل امس في مدينة الفلوجة لصلته بالهجمات التي استهدفت زوار المراقد الدينية مؤخرابغداد – حيدر رعد
بينما اعلن مصدر في شرطة الناصرية أمس الاحد، اعتقال عشرين شخصا من المتشددين يطلقون على انفسهم "جماعة سيوف الحق" الذين اثاروا الرعب في عدد من احياء المدينة بذريعة "النهي عن المنكر"، رجح عضو مجلس النواب عن محافظة ذي قار ومحافظ المدينة السابق، ان تكون هذه الجماعة "مرتبطة بتنظيم اليماني المتطرف" الذي كان يجند الشباب لخلق اجواء متوترة، على حد وصفه.
ونقلت فرانس برس عن مصدر أمني في مدينة الناصرية قوله أمس الاحد، ان "قواتنا اعتقلت عشرين من (جماعة سيوف الحق) ليلة امس (الاول السبت) في حي الشهداء" الواقع شرقي المدينة.
واوضح ان "المعتقلين الذين كانوا يرتدون ملابس سوداء ويحملون سيوفا اعتقلوا بتهمة الارهاب".
ولم يشر المصدر الى حدوث مواجهات خلال عملية الاعتقال، فيما تحدثت مصادر محلية عن وقوع مواجهات بين الجانبين استمرت اكثر من ساعة دون وقوع ضحايا.
وظهرت هذه الجماعة التي تهدف بحسب الشرطة "الى محاربة الحريات الشخصية" مطلع تموز (يوليو الماضي)، في احياء الشهداء واريدو والصدر وسط مدينة الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار.
ويؤكد سكان محليون ان هؤلاء ينشطون تحت جنح الليل لملاحقة كل من يحتسي الخمر ويتداوله، او يتعامل بالحبوب والمخدرات والحشيشة، او يتردد على بيوت الدعارة، حتى انهم يلاحقون الشبان الذين يرتدون ملابس لا تنسجم مع افكارهم.
وحمل الاهالي الاحزاب الدينية مسؤولية دعم نشاط هذه الجماعة.
بدوره قال المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة ذي قار مرتضى الشحتور انه تلقى "شخصيا بلاغات من عدد من الشخصيات الاجتماعية في المدينة تفيد بظهور افراد الجماعة في عدد من الاحياء الفقيرة".
ومضى يقول في حديث لـ "العالم" ان اجهزة الامن "تهرع الى الاماكن التي يبلغ عن وجود افراد هذه الجماعة فيها، لكن هؤلاء ينسحبون بعد تلقيهم تحذيرات من جهات غير معلومة".
وزاد ان "الشرطة السرية التابعة لقيادة الشرطة تمكنت خلال شهر واحد من جمع المعلومات عن اماكن وجود افراد هذه المجموعة والقبض على عدد منهم واحالة بعضهم الى المحاكم المختصة وفق المادة الرابعة من قانون مكافحة الارهاب".
ونفى الشحتور "وقوع ضحايا من جراء الاعمال التي قامت بها الجماعة باستثناء حالة او حالتين تمثلت بتلقي عدد من اصحاب صالونات الحلاقة لتهديدات موقعة باسم جماعة سيوف الحق تدعوهم الى غلق محالهم فورا".
ورجح المتحدث باسم قيادة الشرطة ان "يكون افراد الجموعة يتلقون الدعم المادي من اطراف خارجية تسعى الى زعزعة الامن في الناصرية وخلق حالة من الفوضى وعدم الثقة بقدرات الاجهزة الامنية هناك"، لكنه لم يسم ايا من هذه الاطراف.
ورغم ان القانون العراقي لا يمنع شرب الكحول او بيعها، لكن شرطة الناصرية تقول انها تصادر هذه المشروبات، وهي في الوقت نفسه تحذر اي طرف غير رسمي من حمل الاسلحة ضد متعاطي الكحول وسواهم ممن يعتبرون مخالفين للشريعة.
من جهته، اكد عضو مجلس النواب عن محافظة ذي قار والقيادي في المجلس الاسلامي الاعلى عزيز كاظم علوان، في مقابلة مع "العالم" ان "الحكومة المحلية في الناصرية ستضرب بيد من حديد كل جماعة تحاول النيل من الحريات الشخصية لابناء المحافظة التي نص عليها الدستور".
ورجح علوان الذي شغل منصب محافظ الناصرية لأربعة اعوام ان "يكون افراد الجماعة مرتبطين بحركة اليماني المتطرفة التي اثبتت التحقيقات انها تجند الشباب الفقير والعاطل عن العمل لتنفيذ مآربها وخلق جو من التوتر داخل المدينة"، نافيا ان "تكون الجهات الحكومية تقف بوجه الحريات الشخصية التي نص عليها الدستور".
وقال انه يمتلك "معلومات عن قيام مجموعة سيوف الحق بقتل مواطنين اثنين على الاقل من ابناء الناصرية خلال الاسابيع القليلة الماضية"، مشيرا الى ان "التحقيقات الرسمية التي تجريها الشرطة مستمرة لمعرفة الجهات التي تقف وراء افراد هذه الجماعة".
وكان مدير شرطة ذي قار اللواء صباح الفتلاوي اعلن في وقت سابق ان "الوضع في الناصرية تحت السيطرة وانه تم احالة عشرة متهمين بالانتماء الى جماعة سيوف الحق الى القضاء وفق المادة الرابعة من قانون الارهاب لتشكيلهم مجموعات تتعارض مع النظام وتحمل افكارا ارهابية، تريد مصادرة حريات الناس". واضاف في تصريحات صحفية "اطلقنا سراح 14 اخرين بكفالة مالية، بعد اتهامهم وفق المادة سبعة وعشرين، لحيازتهم اسلحة جارحة".
في غضون ذلك، حمل المحلل السياسي اكرم التميمي "المؤسسة الدينية مسؤولية عدم قدرتها على اداء واجبها الحقيقي في التوعية ونشر مفاهيم انسانية تنسجم وحجم المتغيرات التي اصابت البلد".
وقال التميمي في حديث مع "العالم" ان "المنظومة الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني لها دور كبير في تنمية المواهب وتطوير القدرات لدى الشباب".
واضاف ان "ما يحدث في الشارع العراقي الآن هو نتاج طبيعي لمنظومة غير قادرة على النهوض بواقعها وهذا يعود الى عدم وجود التواصل بين المنظومة الحكومية والمجتمع المدني، فضلا عن وجود البطالة التي استفحلت في المناطق الشعبية الفقيرة".
alalem
رد مع اقتباس
